SWED 24: مع دخول عام 2025، تواجه الاقتصادات العالمية، بما في ذلك السويد، تحديات متزايدة ناتجة عن الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية. من الحروب المستمرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، إلى النزاعات التجارية المتفاقمة، يبدو أن العالم يسير على خطى بطيئة نحو نمو اقتصادي منخفض.
ورغم المشهد العالمي المضطرب، تبدي السويد مؤشرات إيجابية للنمو، وفقاً لتوربيورن إيزاكسون، كبير المحللين في بنك نورديا. حيث يُتوقع أن تساهم تخفيضات أسعار الفائدة والسياسات المالية التوسعية في تحفيز الطلب المحلي وتعزيز الاستهلاك.
يقول إيزاكسون: “لدينا قطاع اقتصادي تنافسي ومالية عامة قوية، مما يمنحنا القدرة على تبني سياسات مالية توسعية في 2025 دون التأثير على الثقة في الموازنة العامة. هذا قد يفتح المجال لنمو اقتصادي أفضل”.
“البجعات السوداء” تهدد الاستقرار
كسوق صغيرة ومفتوحة، تعتمد السويد بشكل كبير على التجارة الدولية، وهو ما يجعلها عرضة لتقلبات الأوضاع العالمية. بعد أعوام من أزمات متلاحقة شملت الجائحة واضطرابات النقل والحروب، يشير خبراء إلى صعوبة استبعاد وقوع أحداث غير متوقعة قد تعصف بالاقتصاد العالمي، المعروفة بـ”البجعات السوداء”.
يكتب محللون من دويتشه بنك في تحليل حدي، قائلين: “أكبر مفاجأة قد تكون إذا مر العام دون أية مفاجآت غير متوقعة” .
وبحسب الخبراء، فإن عام 2025 سيتسم بمرحلة انتقالية كبرى، حيث يشهد العالم تطورات متسارعة في التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تحديات مستمرة كالحروب والتوترات الجيوسياسية.
إريك فييل، رئيس الاستثمار في T Rowe Price، يشير إلى تقدم محتمل في المجالات الطبية والتكنولوجية، لكنه يحذر من مخاطر قائمة مثل تصاعد الحرب التجارية إذا نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداته بفرض رسوم جمركية جديدة.
التداعيات على أوروبا والشرق الأوسط
يؤكد ينس ماغنوسون، كبير الاقتصاديين في SEB، أن التطورات في إيران تشكل أكبر تهديد في الشرق الأوسط. أما بالنسبة لأوكرانيا، فيعتقد أنها قد تشهد تغيرات مع تصاعد الحديث عن إمكانية التوصل لهدنة.
على صعيد آخر، يضيف ماغنوسون أن التوترات التجارية الدولية قد تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي.
يقول ماغنوسون: “التشرذم التجاري كلف الاقتصاد العالمي بالفعل، وإذا تصاعدت هذه التوجهات، فسيكون التأثير سلبياً على الجميع،” يحذر ماغنوسون.
كما أشار إلى أن الاضطرابات السياسية في دول كبرى بمنطقة اليورو مثل ألمانيا وفرنسا تزيد من الحاجة إلى قيادة أوروبية قوية، خاصة مع التحديات التي قد تفرضها إدارة ترامب.