SWED24: يُعدّ مرض باركنسون (الشلل الرعاش) أحد أكثر الاضطرابات العصبية تعقيداً وتأثيراً على جودة حياة المصابين به. في المملكة المتحدة وحدها، يعيش نحو 153,000 شخص مع هذا المرض المتقدم، الذي يؤثر بشكل مباشر على الدماغ والجهاز العصبي والقدرة على التحكم في العضلات.
من خلال تجارب شخصية لثلاثة أفراد من مقاطعة غلوسترشاير البريطانية، تتضح صورة واضحة عن التحديات اليومية التي يفرضها المرض، من التقلبات الجسدية إلى الضغوط النفسية والاجتماعية.
“الأدوية… جرس يومي لا يمكن تجاهله”
أليسون أندرسون، البالغة من العمر 54 عاماً من تشيلتنهام، تستيقظ يومياً على صوت منبهها، لا لتبدأ يوماً عادياً، بل لتبدأ سباقاً دقيقاً مع الوقت. ست مرات في اليوم تذكّرها المنبهات بتناول أدويتها، تأخير بسيط في أحدها كفيل بإرباك يومها بالكامل.
تقول أليسون: “حتى المهام البسيطة تصبح تحدياً حين أتأخر في أخذ الدواء، أشعر أنني أبطأ، غير قادرة على التفكير بوضوح أو التحدث بسهولة”.
ورغم تشخيصها المفاجئ عام 2015، وجدت أليسون دعماً من مجموعة من النساء المصابات بالمرض ذاته، وتحول لقاءهن الأسبوعي إلى مصدر قوة نفسية.
“لا تحزنوا لأجلي، فقط افهموني”
من جانبه، يواجه غلين إيفانز (78 عاماً) ليالي مليئة بالأحلام المزعجة والتعرق، حيث يقول: “أستيقظ كل ساعتين تقريباً. التصلب والارتعاش في يدي وفكي جعلوا حياتي مختلفة، لكني تكيفت”.
يرى غلين أن مرض باركنسون لم يُنهِ حياته، بل غيّر شكلها، ويضيف: “رسالتي للجميع: لا تحزنوا لأجلي، فقط حاولوا أن تفهموا”.
أما مايكل بيرس، من قرية هاردويك، فيصف حالته بكلمات مؤثرة: “مرض باركنسون جعلني أتوقف عن كتابة الأغاني التي اعتدت عليها. فقدت حس الدعابة أيضاً، لكن هذه الأشياء بدأت تعود”.
يعاني مايكل من أعراض متعددة مثل الإرهاق وسلس البول وصعوبة الحركة، لكنه يؤمن أن تقبله للمرض كان نقطة التحول، وليس الأدوية وحدها. “لقد تعلمت ألا أعتبر أي شيء أمرًا مسلَّمًا به، وهذا ساعدني في الحفاظ على توازني العقلي”.
مرض باركنسون ليس فقط رعشة أو صعوبة في الحركة، بل هو معركة يومية تشمل الألم، الارتباك، وفقدان السيطرة. لكن كما يظهر من قصص هؤلاء الأشخاص، فإن التكيف، والدعم الاجتماعي، والإرادة، تلعب دورًا محوريًا في إعادة رسم ملامح الحياة.