تقول بناف لـ “Swed 24”: “كنت أمام خيارين، الاستسلام للمرض والانتهاء بشكل تدريجي أو مقاومته والتغلب عليه، وأنا اخترت الخيار الثاني”.
وتضيف “: “بعدما تم تشخيص إصابة اختي بالمرض وخلال فترة اهتمامي بها، شعرت بالقلق من أن يكون الأمر وراثياً في العائلة، لذا بادرت الى الاتصال بالمستشفى وطلبت إجراء فحص تصوير الصدر شعاعياً، وبعد ثلاث سنوات من ذلك أجريت فحصاً أخراً ولم يظهر أي من الفحصين إصابتي بالمرض”.
وتتابع: “لكن بعد سنتين من ذلك، أرسلت المستشفى بطلبي لإعادة الفحص بعد ان لاحظ الأطباء وجود تغييرات حاصلة، عندها اجروا لي فحوصات أخرى وجرى تحويلي الى طبيب مختص بالأمراض السرطانية.”
في السويد، تحصل جميع النساء بعد سن الـ 38 على فحص دوري مجاني يجري من خلاله تصوير الصدر شعاعيا كخطوة استباقية لاكتشاف سرطان الثدي في مرحلة مبكرة
تشخيص الإصابة بالسرطان
تتابع بناف التي تعمل كمُدرسة، قائلة: “احضرت زوجي معي بعد ان طلبت المستشفى احضار فرد من عائلتي عند حديث الطبيب معي، الذي أخبرني باني مصابة بالسرطان وبأنني بحاجة الى اجراء عملية”.
تتحدث بناف التي تواصل الآن دراستها الجامعية رغم تجاوزها الستين عاماً بثقة محارب لا يرى لقرار النصر بديلاً اخر في المعركة.
تقول: “عندما تلقيت الخبر لم ابك واستغربت الممرضة من ذلك، وسألتني لماذا لم أبك، وعرضت على البكاء في غرفتها ان كان الخجل قد منعني من فعل ذلك في غرفه الطبيب، لكنني اجبتها انه لم يكن لدي حاجة الى البكاء”.
وتوضح، قائلة: “وقتها احسست انني اريد فهم المزيد عن المرض، أدركت أنى مصابة بالسرطان ولكني عليّ الآن أن أفهم ما الذي عليّ فعله”.
زوجي قص شعري
كان على بناف الاستمرار بعلاجاتها بعد اجراء العملية لها واستئصال 25 غدة لمفاوية سرطانية تحت الأبط من منطقة الصدر الواقعة الى جهة القلب، ورغم ان الأطباء منحوها إجازة مرضية لمدة ستة أشهر، إلا أنها وجدت استمرارها في حياتها وعملها بشكل طبيعي سيمنحها الكثير من الشجاعة والقوة في مواجهة المرض.
تقول بناف: “لم اتغيب عن الدوام يوماً واحداً، كنت أخذ علاجي الكيميائي صباحاً في المستشفى وبعدها أذهب الى المدرسة مباشرة، استمريت في العمل ولقاء طلبتي حتى عندما تلقيت علاجاً بالإشعاع بشكل يومي ولمدة خمسة أسابيع”.
وتضيف: “عرفت أن شعري سيتساقط، لذا طلبت من زوجي ان يقصه لي قبل ان يتساقط كلياً بسبب الاشعاع، وهذا ما حصل”.
“هكذا نفوز بالحياة”
تتابع بناف القول إن الجو القاسي في شتاء السويد هو فقط ما جعلها تغطي رأسها من البرد، وأنها لم تكن ممانعة ابدا لفكرة الذهاب الى العمل بدون غطاء لراسها بعد تساقط شعرها بالكامل، بل ان المضاعفات التي حصلت لها بسبب العلاج الكيميائي لم تدعها تصبح طريحة الفراش في المنزل ولم تضعف من عزيمتها.
تقول: “فلسفتي هي تقبل الحياة كما هي. وان الخيار الآخر لعدم قبول المرض هو الموت. ومنذ البداية قررت عدم الاستسلام وأدركت ان المواجهة الحقيقة هي ما يبديه الانسان نفسه من قوة وانا مقتنعة بان لكل منا يومه وعلينا حتى ذلك الوقت المضي قدماً بشجاعة”.
وتنصح بناف المتابعين قائلة: “لا تصابوا بالهلع بسبب المرض ولا تكتفوا بالجلوس في المنزل وانتظار الموت، بل مارسوا حياتكم بشكل طبيعي واستمدوا القوة من كل ما ترونه من أمور جميلة حولكم. هكذا نفوز بالحياة”.