SWED24: تحليل صحفي · عندما أعلنت الشرطة عن مقتل عشرة أشخاص في إطلاق النار الجماعي بمدرسة Risbergska في مدينة Örebro، خيمت الصدمة على الجميع. فجأة، باتت السويد أمام أكبر جريمة قتل جماعي في تاريخها الحديث. لكن رغم مرور أيام، لا تزال الأسئلة الجوهرية بلا إجابات، وأبرزها: لماذا حدث هذا؟
جاءت هذه المجزرة بعد سلسلة من الحوادث العنيفة التي ضربت البلاد. في الأسبوع الماضي وحده، شهدت السويد ثلاث جرائم قتل خلال 48 ساعة، كما سجل شهر يناير رقمًا قياسيًا جديدًا بـ 32 تفجيرًا. هذه الحوادث تأتي في ظل تصاعد غير مسبوق للعنف، خاصة المرتبط بالعصابات والجريمة المنظمة.
ثم جاءت مجزرة Örebro، التي خلفت عشرة قتلى والعديد من المصابين، قبل أن ينهي المشتبه به حياته بنفسه، مما زاد حالة الغموض حول الدوافع.
هوية الضحايا وسؤال الدافع
حتى الآن، لم تُكشف بعد هوية جميع الضحايا، مما جعل انتظار العائلات محمّلًا بالألم والقلق. لكن التساؤلات الكبرى لا تزال قائمة:
- لماذا وقع هذا الهجوم؟
- هل كان الضحايا مستهدفين بشكل مباشر، أم أنهم سقطوا بشكل عشوائي؟
- هل يوجد رابط يجمعهم؟
رغم الجهود الصحفية لتسليط الضوء على خلفية المشتبه به، إلا أن المعلومات المتاحة محدودة للغاية. فهو لم يكن يملك أي سجل جنائي، أو حسابات رقمية نشطة، أو علاقات اجتماعية بارزة.
لكن أكثر ما أثار الجدل كان إعلان الشرطة المبكر بأن الهجوم لم يكن بدوافع أيديولوجية، رغم أن التحقيقات في أجهزته الرقمية لم تكن قد بدأت بعد. لماذا هذا الاستنتاج السريع؟
الفراغ المعلوماتي.. بيئة خصبة للكراهية
في ظل غياب المعلومات، باتت التكهنات والمغالطات تنتشر بسرعة، ما أدى إلى تصاعد الكراهية والاستقطاب.
في بعض الأوساط، هناك أشخاص يشيدون بالمهاجم بسبب أن عدداً من الضحايا كانوا من أصول أجنبية، بينما في المقابل، تتصاعد أصوات أخرى تصف الحادث بأنه دليل على عنصرية متجذرة في المجتمع السويدي.
اليوم، من المتوقع أن تُنشر قائمة الضحايا الرسمية، مما قد يزيد الانقسام الحاد في تفسير الدافع. إذا تبين أن الضحايا ينتمون إلى خلفيات مهاجرة، سيعتبر البعض أن الجريمة عنصرية بحتة. أما إذا كان هناك رابط آخر يجمعهم، مثل مكان العمل أو الدراسة، فسيتم توظيف ذلك في روايات أخرى.
لكن بغض النظر عن الحقائق التي ستظهر، بات واضحًا أن هذا الحادث زاد من شرخ الانقسام المجتمعي في السويد.
في الوقت الذي تحاول فيه بعض الأصوات الدعوة إلى التهدئة والبحث عن الوحدة، يبقى تحقيق ذلك مرهونًا بتقديم إجابات واضحة من الشرطة حول السؤال الأساسي الذي يطارد الجميع:
لماذا حدث هذا؟