SWED 24: تشهد السويد أدنى معدلات الولادة منذ القرن الثامن عشر، ويصف الباحث في الديموغرافيا غونار أندرسون من جامعة ستوكهولم الوضع الحالي بأنه مختلف عن التراجعات السابقة، حيث إن الانخفاض الحالي مدفوع بعوامل حديثة وغير متوقعة.
وأشار أندرسون إلى أن استمرار انخفاض معدلات الولادة قد يؤدي إلى تأثيرات طويلة الأمد على التركيبة السكانية للبلاد. وعلى الرغم من أن التأثير الحالي ليس كبيرًا، إلا أنه قد يصبح كارثيًا إذا استمر هذا الاتجاه لعقود.
وقال: “يمكننا رؤية أمثلة لهذه التحديات في دول مثل ألمانيا وجنوب أوروبا، التي تعاني من مشكلات كبيرة بسبب شيخوخة السكان.”
ولم تعد العوامل التقليدية مثل الوضع الاقتصادي والسياسات الأسرية السبب الرئيسي لعدم الإنجاب في السويد. وأوضح أندرسون أن نظرة الناس القاتمة للمستقبل أصبحت من العوامل المؤثرة، حيث أصبح التشاؤم تجاه المستقبل هو العامل الرئيسي وراء عزوف الكثيرين عن الإنجاب.
دور وسائل التواصل الاجتماعي
يرى أندرسون ارتباطًا واضحًا بين انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما منذ إطلاق هاتف آيفون في 2010، وبين انخفاض معدلات الولادة في السويد ودول الغرب.
وقال: “اليوم، يتعرض الناس بشكل مستمر لأخبار الإرهاب، الحروب، الكوارث المناخية، والجرائم، ما يعزز الشعور بعدم الأمان تجاه المستقبل. وهذا يؤثر على الرغبة في الإنجاب، لأن تكوين عائلة هو مشروع يعتمد على رؤية إيجابية للمستقبل.”
وأضاف أندرسون أن وسائل التواصل الاجتماعي تقدم صورًا مثالية عن الحياة، مما يجعل قرار الإنجاب يبدو أصعب.
وأوضح، قائلاً: “العلاقات العاطفية لا تزال قائمة، لكن كثيرين يرفضون الالتزام. معدلات الزواج تتراجع بشكل ملحوظ، ويعتقد الكثيرون أنهم قد يجدون شريكًا أفضل مما لديهم”.
وحَذر أندرسون من أن استمرار هذا الاتجاه قد يعيد تشكيل المجتمع السويدي، مما يفرض تحديات جديدة على السياسات السكانية والخدمات الاجتماعية في العقود القادمة.