عندما نحتفل باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس من كل عام، نحتفي ليس فقط بإنجازات المرأة عبر الزمان والمكان، بل نقف أيضًا لتقييم المسافة التي قطعناها نحو تحقيق المساواة الحقيقية بين الجنسين.
رغم التقدم الكبير الذي تحقق في بعض المجتمعات، لا تزال هناك تحديات جمة تواجه النساء والفتيات في شتى أرجاء العالم، مما يطرح السؤال: هل حقق اليوم العالمي للمرأة أهدافه، أم أن المرأة لا تزال بحاجة إلى الإنصاف من المجتمع؟
في مجال العمل، على سبيل المثال، لا تزال الفجوة الجندرية واضحة في الأجور والمناصب القيادية. رغم الاعتراف الواسع بإسهامات المرأة وكفاءتها، تجد كثيرات منهن أنفسهن يصارعن للحصول على فرص متساوية مع نظرائهن من الرجال. وفي السياق الأسري، لا يزال يُنظر إلى المرأة على أنها المسؤول الأول والأخير عن الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، حتى في الأسر التي تعمل فيها الزوجة بدوام كامل كما الزوج.
وأفاد تقرير نشره التلفزيون السويدي بهذه المناسبة، اليوم، أن النساء لا زالت تتحمل مسؤولية أكبر فيما يتعلق بالعمل المنزلي غير المدفوع مقارنة بالرجال، وبحسب دراسة واسعة قام بها مكتب الإحصاء المركزي السويدي في عام 2021، يعمل الرجال بمعدل نصف ساعة أكثر يومياً، فيما تقضي النساء 45 دقيقة أطول في الطهي أو التنظيف وغسل الصحون.
إختلافات كبيرة
على الصعيد العالمي، تبرز الاختلافات الكبيرة في مستوى تحقيق المساواة بين الجنسين. ففي بعض الدول، تحققت مكاسب كبيرة تجاه تمكين المرأة وضمان حقوقها، بينما في دول أخرى، لا تزال المرأة تكافح للحصول على حقوق أساسية كحق التعليم والعمل والمشاركة السياسية. العنف ضد المرأة، سواء كان جسديًا أو نفسيًا، لا يزال آفة عالمية تقف عائقًا أمام تحقيق المساواة وتعزيز السلام والأمان لنصف سكان الأرض.
نحتفل باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس من كل عام لتكريم الإنجازات العديدة التي حققتها النساء على مر الزمان وفي مختلف المجالات، بدءًا من السياسة والاقتصاد إلى الثقافة والعلوم. هذا اليوم أيضًا مناسبة للتأكيد على أهمية النضال المستمر من أجل المساواة بين الجنسين وتعزيز حقوق المرأة والتوعية بالتحديات والعقبات التي لا تزال تواجه النساء في شتى أنحاء العالم.
تخليد نضالات المرأة
الاحتفال بهذا اليوم يأتي كذكرى للنضالات التاريخية للنساء اللاتي خرجن في مظاهرات وإضرابات مطالبات بحقوقهن في العمل والتصويت وظروف عمل أفضل، وذلك في بدايات القرن العشرين في أمريكا الشمالية وأوروبا. منذ ذلك الحين، توسعت رسالة اليوم لتشمل الدعوة إلى القضاء على العنف ضد المرأة، وتعزيز التعليم والفرص المهنية للنساء، ودعم الأدوار القيادية للنساء في جميع مجالات الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، يعد اليوم العالمي للمرأة فرصة للتفكير في التقدم الذي تم إحرازه، والدعوة إلى التغييرات الضرورية، وتقدير شجاعة وعزم النساء العاديات اللواتي لعبن أدوارًا استثنائية في تاريخ مجتمعاتهن وبلدانهن. إنه يوم يجمع الناس من جميع أنحاء العالم للاحتفاء بقوة وصلابة المرأة، مع التأكيد على الحاجة المستمرة للمساواة والعدالة.
إن اليوم العالمي للمرأة يمثل فرصة لتجديد الالتزام بمواصلة النضال من أجل حقوق المرأة ومساواتها، وتذكير المجتمعات بأن المساواة الجندرية ليست مجرد مطلب أخلاقي فحسب، بل هي ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة والسلام العالمي.