بينما يُشاع أن النساء يتمتعن بجهاز مناعة أقوى من الرجال، تُشير الدراسات إلى أن الحقيقة أكثر تعقيدًا من ذلك، حيث تختلف استجابة الجهاز المناعي بين الجنسين بشكلٍ كبير.
الوراثة تلعب دورًا رئيسيًا:
يُرجع العلماء الفرق في استجابة الجهاز المناعي بين الرجال والنساء إلى العوامل الوراثية بشكلٍ رئيسي، حيث ترتبط معظم الجينات المسؤولة عن المناعة بكروموسوم X. ونظرًا لأن النساء لديهن نسختين من هذا الكروموسوم (XX)، بينما يمتلك الرجال نسخة واحدة فقط (XY)، فإن لديهن فرصة أكبر للحصول على نسخة سليمة من هذه الجينات، مما يُعزز من قدرتهن على مُقاومة العدوى.
هرمونات تُعزز المناعة وأخرى تُثبطها:
- هرمون الإستروجين يلعب دورًا مُهمًّا في تعزيز المناعة لدى النساء، حيث يُحفز إنتاج الأجسام المُضادة التي تُحارب الفيروسات والبكتيريا.
- في المُقابل، يُضعف هرمون التستوستيرون لدى الرجال من استجابة الجهاز المناعي، مما يجعلهم أكثر عرضةً للإصابة بالعدوى.
مُفارقة المناعة القوية وأمراض المناعة الذاتية:
من المُثير للاهتمام أن المناعة القوية لدى النساء تجعلهن أكثر عرضةً للإصابة بأمراض المناعة الذاتية، حيث يُهاجم الجهاز المناعي خلايا الجسم ذاته. وتُشير الدراسات إلى أن ٨٠٪ من المصابين بأمراض المناعة الذاتية من النساء.
تأثير الاختلافات الجنسية على العلاج واللقاحات:
بالرغم من هذه الاختلافات الواضحة، لا تأخذ البروتوكولات الطبية الحالية في الاعتبار عامل الجنس عند تحديد جرعات الأدوية أو اللقاحات.
ويُطالب العديد من الخبراء بضرورة إجراء المزيد من الدراسات لفهم التأثيرات المُختلفة للجنس على استجابة الجهاز المناعي، وذلك لتطوير علاجات و لقاحات أكثر فعاليةً لكلا الجنسين.
المصدر: DW