منذ بدأت بنشر أعمالي الفوتوغرافية في الانترنت بدأ اللصوص بسرقتها، ومسح توقيعي وطبعها على أغلفة الكتب، وحين كتبت مقالاً عن سرقة صورة مظفر النواب ووضعها على غلاف كتاب رد السارق بكل وقاحة بان المال السائب يعلم السرقة.
ومن الغريب أن تظهر صورة مظفر النواب المسروقة كبيرة على نعش الشاعر مظفر النواب ولم يكلف أحد نفسه بالسؤال عن مصور هذه الصورة.
وقبلها صنعت من احدى صوري سجادة في ايران وهي تباع في كل العالم.
قوانين حقوق الملكية الفكرية والفنية غير موجودة في بلداننا وهذا يتيح للصوص سرقة الاعمال الفنية دون رادع، ولا يجدي وضع التوقيع فهم يقومون بمسحه وبعضهم يضع توقيعه مكانه.
وقد كتبت سابقا مقالا عنوانه: لصوص الثقافة ام ثقافة اللصوص وهذا نصه:
في حديث عابر مع الفنان المرحوم طالب القرغولي ذكر لي ان صورة الشاعر مظفر النواب بالاسود والابيض منشورة على غلاف احد الكتب. فتملكني فضول ان اعرف ان كانت تلك الصورة هي نفسها التي التقطتها للنواب عندي في الاستوديو في ستوكهولم.
لجأت لصديقنا محرك البحث جوجل، وفعلا وجدت هذا الرابط.
http://alnoor.se/article.asp?id=75805
فكرة الصورة كما اوضحت للنواب حينها تظهر التضاد الحاد بين الابيض والاسود وكل لون يتعاكس مع خلفيته، وبهذا جسدت في الصورة راديكالية النواب شعرا وحياةً..
وهي من اشهر صور النواب المتداولة في المواقع الالكترونية.
الغريب، كما نقرأ في الرابط اعلاه، ان هناك مصمما مبدعا للغلاف اسمه صدام الجميلي!!
وقد اصبح الاخ صدام مبدعا بمجرد وضع الاسماء على عمل فني كله من انتاجي: فكرة وتصويرا وتصميما؟
فهل اصبح الابداع تفننا في السطو على فن الآخرين؟
وربما كنت ساسامحه لاستغلال عملي الفني لو انه تكرم واشار الى صاحب الصورة الحقيقي، ولكنه اعتقد ان هذه الصورة من ابداعاته التي تفتقت عنها قريحته في المنام ورمتها الاقدار في الانترنت.
قد يتعلل بانه لم يجد لهذه الصورة صاحبا في الانترنت، ولكن… هل سيكون هذا عذرا كافيا لاستخدامها؟
هذا يذكرني باحد الاطفال حين كان في زيارتنا، رأيت بيده ساعتي اليدوية وهو خارج من بيتنا، ذكرت له ان هذه هي ساعتي واردت استعادتها لكنه رفض متعللا بانه وجدها بنفسه واصبحت لقيته!! وحين سألته عن المكان الذي وجدها فيه تبين انه وجدها في بيتنا.
ويبدو ان الاخ صدام الجميلي وجد هذه الصورة في الانترنت بدون صاحب فاصبحت لقيته.
والاخ صدام ليس وحيدا في هذا المجال فقد سطا موقع الحوار المتمدن على صورة للمصور وسيم خير بك وهي تمثل طفلة تبيع الحلوى بينما هي تنكب على كتابة واجبها المدرسي. وقام الموقع بنشر رسم مستنسخ للصورة باسم رسامة الموقع دون اخذ الاذن من المصور مما حدا بالصور ان يطالب الموقع بدفع تعويضات. لا ادري ان كنت اسمي هؤلاء لصوص الثقافة أم انها ثقافة اللصوص؟