بحلول شهر نوفمبر ، يلف الظلام السويد وتمتد أسابيع العمل الطويلة بلا عطلات رسمية أو عطلات نهاية أسبوع ممتدة تُذكر منذ نهاية العطلة الصيفية. لذا يُبشر عيد الهالوين بقرب قدوم عطلة الخريف للمدارس ويمثل نقطة مضيئة في ظلمة شهور الخريف.
يخلط العديد من الناس بين العيد الكنسي المسمى «عيد جميع القديسين»، والاحتفالات والتقاليد الاجتماعية المرتبطة بعيد الهالوين. فعيد جميع القديسين هو من الأيام الهامة في التقويم المسيحي، هدفه الاحتفاء وتكريم القديسين، بينما يعتبر الهالوين حاليًا احتفالاً ثقافيًا واجتماعيًا أكثر منه دينيًا. ويتم الاحتفال بعيد جميع القديسين في السويد في أول سبت بين 31 أكتوبر/تشرين الأول و 6 نوفمبر/تشرين الثاني بينما يتم الاحتفال بالهالويين في مساء 31 أكتوبر/تشرين الأول.
الاحتفال بعيد جميع القديسين في السويد
في عام 731 ميلاديًا، تم اعتماد 1 نوفمبر/تشرين الثاني يومًا لتكريم ذكري القديسين والقديسات المسيحيين الذين لم تخصص لهم الكنيسة يومًا خاص بهم لإحياء ذكراهم. و منذ القرن الحادي عشر ، تم تخصيص 2 نوفمبر /تشرين الثاني لإحياء ذكرى جميع الموتى، وكان يُسمى « عيد جميع الأرواح ». وكان يتم الاحتفال بعيد جميع القديسين على نطاق واسع في المجتمع، بإقامة القداسات ودق أجراس الكنائس، ولكن تم إلغاؤه مع بداية حركة الإصلاح الديني.
وفي عام 1772، تم نقل يوم الاحتفال بعيد جميع القديسين في السويد إلى أول يوم أحد في نوفمبر /تشرين الثاني، وفي عام 1953 إلى تم نقله مرة أخرى إلى أول يوم سبت بين 31 أكتوبر /تشرين الأول و 6 نوفمبر /تشرين الثاني.
في القرن العشرين، بدأ الناس بوضع الشموع المضاءة على قبور الموتى في عيد جميع القديسين. وبدأت هذه العادة العائلات الثرية في المدن. ولكن بعد الحرب العالمية الثانية ، انتشرت هذه العادة على جميع المستويات وفي جميع أنحاء البلاد.
فرصة للتذكرة
وإن كان الهدف الأساسي من العيد تاريخيًا هو الاحتفاء بذكرى القديسين، إلا أنه أصبح عمليًا فرصة لتذكر أولئك الذين تركوا هذه الحياة من الأحباء وتذكرة بأن الموت أيضًا جزء من الحياة. لذلك يقوم عدد كبير من السويديين بتزيين وإضاءة الشموع والأكاليل على قبور الأحبة في ليلة السبت الموافقة لعيد جميع القديسين. كما يعتقد آخرون أن العيد يمكن أن يكون له بٌعداً تعليميًا للأطفال، حيث يساعد الأهل على الحديث عن الموت مع أطفالهم.
الهالوين في السويد
يُعتبر الاحتفال بالهالوين عادة حديثة نسبيًا في السويد. فقد بدأ الاحتفال به فقط منذ التسعينيات من القرن الماضي، ولكن سرعان ما أصبح من الاحتفالات الشائعة في البلاد.
مع صعود المسيحية، كان يتم الاحتفال بعيد جميع القديسين في الكنيسة الغربية في 1 نوفمبر/تشرين الثاني لإحياء ذكرى أرواح الموتى الذين تم تقديسهم في ذلك العام ، لذلك أصبحت الليلة السابقة معروفة باسم «All Hallows Eve»، والتي تعني باللغة الانجليزية «الليلة المقدسة »، والتي أشتُقت منها كلمة «Halloween».
أما اليوم ،فيصادف عيد جميع القديسين في السويد دائمًا أول يوم سبت فى شهر نوفمبر، مما يعني أنه يأتي في بعض الأحيان بعد عيد الهالوين مباشرة وأحيانًا أخرى تفصله عنه عدد من الأيام.
وعادة ما تمتاز ليلة الهالوين في السويد بأنها ليلة الأطفال المنتشرين في الشوارع لجمع الحلوى مرتدين أزياء لساحرات وأشباح، يطرقون الأبواب مع سؤال تقليدي دائم لمن يفتح الباب: حلوى أم خدعة؟ كما يشتري العديد ثمرة اليقطين ويفرغونها وينحتون عليها وجوهًا مرعبة ثم يضعون الشموع داخلها.
أما بالنسبة للبالغين وخصوصًا فئة الشباب في السويد فإن الهالوين هو فرصة للاحتفال في الأماكن العامة حيث يتجمعون بالأزياء التنكرية أو في المنازل حيث يمضون السهرة مع بعضهم في جو من المرح، وبعض الألعاب التي قد لا تخلو من الرعب.