أظهرت إحصاءات هيئة الإحصاء السويدية (SCB) لعام 2023 أن الفتيات من أصول مهاجرة هن الأكثر التزاماً بمواصلة الدراسة بعد المرحلة الثانوية.
تبرز من بينهن قصة ساباد محمد، البالغة من العمر 24 عاماً، والتي انتقلت إلى السويد من الصومال وهي في العاشرة من عمرها وكانت أمية حينذاك. اليوم، حصلت ساباد على شهادة في علم الاجتماع.
تقول ساباد: “أول مرة التقطت فيها القلم والورقة كانت في خريف 2010”. تتحدث ساباد وأصدقاؤها في حديقة خارج قسم العلوم الاجتماعية في يوتوبوري عن الضغط الذي يشعرن به لتحقيق النجاح من أجل أسرهن.
كما تقول فايو قاسم، إحدى الطالبات: “عندما يكون لديك ضغط كبير عليك، فهذا يعني أنك لا تريد أن تخيب أمل والديك أو تخذل عائلتك”.
ورغم التحديات العديدة، كان الدافع نحو النجاح قوياً. حيث تعتبر الدبلومة أكثر من مجرد إنجاز شخصي بالنسبة للفتيات.
تعبر الطالبة إليزابيث أفديجاج عن هذا الشعور بقولها: “من المهم بالنسبة لي أن أظهر لوالدي أنني سأحقق الآن ما لم يتمكنوا من تحقيقه”.
توضح الباحثة آن صوفي نيستروم، المحاضرة في جامعة أوبسالا، أن التعليم يشكل ميزة مهمة للمرأة في سوق العمل.
وبحثت نيستروم في تأثير الجنس والعرق والطبقة على التعليم العالي. مشيرة إلى أن أولياء الأمور في المجموعات المهاجرة يعلقون أهمية كبيرة على التعليم، ويقدمون دعماً كبيراً للأداء المدرسي الجيد، خصوصاً أولياء الأمور من الشرق الأوسط.
ترى كارينا مود، أستاذة البحوث الاجتماعية في جامعة ستوكهولم، أن التمييز في سوق العمل قد يدفع الفتيات للاستثمار في التعليم الرسمي. مؤكدة: “نحن نعيش في مجتمع غير متأقلم معنا، لذلك من المهم الاستفادة من الفرص المتاحة لنا”.
ورغم الظروف الصعبة في المنزل، يظهر الشباب ذوو الخلفية الأجنبية التزاماً وطموحات مدرسية عالية. على الرغم من أنهم غالباً ما يبدأون بنتائج مدرسية ضعيفة، فإنهم يتخذون خيارات طموحة في الدراسات الثانوية والجامعية.
وتشير كارينا مود إلى أن هذه الخيارات تؤدي في كثير من الأحيان إلى حصول العديد منهم على شهادات جامعية. ومع ذلك، يستغرق الطلاب ذوو الخلفية الأجنبية وقتاً أطول لإكمال تعليمهم الجامعي.
لم تحلل الأبحاث الأسباب الكامنة وراء ذلك، لكنٍ كارينا مود توضح أن هؤلاء الشباب غالباً ما يتخذون خيارات دراسية أكثر صرامة بناءً على درجاتهم.
المصدر: SVT