SWED 24: في إطار جهودها لمكافحة العنف الأسري والتهديدات ضد النساء، أطلقت الشرطة السويدية برنامجًا مبتكرًا يعتمد على إجراء محادثات مباشرة مع الرجال الذين أدينوا أو يُشتبه في تورطهم في مثل هذه الجرائم. تهدف المبادرة إلى تغيير سلوك المعتدين وتقليل احتمالية تكرار الجرائم، مع توفير بيئة آمنة للضحايا.
تقول الشرطية هانا، إحدى القائمات على البرنامج، إن المبادرة تحمل بعدًا إنسانيًا قويًا: “المحادثات تُحدث فارقًا كبيرًا، فهي تنهي المعاناة وتعيد شعور الأمان للضحايا”.
آلية العمل: صدمة تؤدي إلى التغيير
يعمل فريق متخصص من الشرطة على التواصل مع المتهمين بشكل مباشر، حيث تبدأ المبادرة بزيارة غير متوقعة إلى منازلهم، وهو ما يُحدث صدمة أولى تمهد الطريق للحوار.
تقول هانا: “أن تطرق الشرطة باب المنزل مباشرة، يكون بمثابة صدمة كبيرة للكثيرين”.
رغم الشكوك الأولية حول نجاح النهج، أظهرت النتائج أن الطوعية كانت العامل الأهم في تحقيق الأهداف.
ويوضح الشرطي جويل، قائلاً: “كنت أعتقد أن هؤلاء الرجال لن يقبلوا التحدث عن أخطائهم، لكن الطوعية كانت أحد أبرز أسباب نجاحنا”.
نتائج إيجابية وتحول مجتمعي ملموس
في منطقة Öst، التي تشمل أوسترغوتلاند، سودرمانلاند، ويونشوبينغ، أجرى الفريق محادثات مع حوالي 40 رجلاً خلال عام 2024. ووفقًا للإحصاءات، لم تسجل أي جرائم جديدة في 85 بالمائة من هذه الحالات بعد المحادثات، التي تتراوح عادة بين أربع وخمس جلسات لكل حالة.
يشير جويل إلى الأثر المجتمعي الإيجابي للمبادرة، قائلاً: “هذه المحادثات تقلل الحاجة إلى نقل النساء إلى مراكز حماية، وتجعل الأطفال قادرين على مواصلة حياتهم دون اضطرار لتغيير مدارسهم أو بيئتهم الاجتماعية”.
وأضافت هانا: “بعد رؤية هذه النتائج، ندرك أننا تأخرنا كثيرًا في تطبيق هذا البرنامج. إنه أسلوب عمل يحمل فوائد كبيرة لجميع الأطراف”.