SWED 24: أصبح استخدام “وسطاء الفساد” أكثر شيوعًا كأداة لتمرير الرشاوى في مختلف القطاعات، بما في ذلك خدمات فحص السيارات والقطاع المصرفي، وفقًا لتقرير صادر عن المجموعة الوطنية لمكافحة الفساد التابعة للشرطة السويدية.
ويشير التقرير إلى أن استخدام وسطاء الفساد أصبح أكثر انتشارًا مما كان يعتقد سابقًا. حيث يقوم هؤلاء الوسطاء بتلقي الأموال وتنظيم عمليات الفساد بشكل محترف، ويعملون كحلقة وصل بين الراشين والمرتَشين.
تُظهر أمثلة من قطاع فحص السيارات أن بعض الفنيين يتم رشوتهم، عبر وسطاء، للموافقة على سيارات دون إجراء الفحوصات اللازمة. تقول ناتالي إنغستام فالين، خبيرة مكافحة الفساد: “ما نراه مثير للقلق. لقد أصبح الفساد أكثر تنظيمًا واحترافية، مما يزيد من مخاطره وتأثيراته السلبية على المجتمع.”
نجاحات في مكافحة الفساد
رغم انتشار الظاهرة في العديد من القطاعات، فإن القضايا التي وصلت إلى المحاكم تركزت في مجالي فحص السيارات والقطاع المصرفي. وأثمر التعاون بين المجموعة الوطنية لمكافحة الفساد وشركات القطاع عن تقديم عدة بلاغات ومواصلة الجهود للحد من الظاهرة.
وتوضح فالين، قائلة: “القرارات الفردية في هذه القطاعات غالبًا ما تتم بشكل منفرد، مما يجعلها أكثر عرضة للفساد. ومع ذلك، تُظهر التدابير المتخذة أن رفع الوعي واتخاذ إجراءات استباقية يمكن أن يقلل من المخاطر.”
وتشير البيانات الاستخباراتية إلى تزايد ارتباط الفساد بالجريمة المنظمة، حيث تسعى الشبكات الإجرامية لاستخدام الفساد لتعزيز عملياتها.
تقول فالين: “الجريمة المنظمة تعتمد على فساد المسؤولين كجزء من آلياتها، إلى جانب غسل الأموال، لتسهيل استغلال العائدات غير المشروعة واستمرار أنشطتها.”
اختراق القطاع العام
وأوضح التقرير أن الشبكات الإجرامية تمكنت على مر السنين من التسلل إلى القطاعات الحيوية، لا سيما في القطاع العام.
“الرشاوى أداة فعالة وغير مكلفة نسبيًا لاختراق المؤسسات الديمقراطية والوصول إلى المناصب الحساسة. لكن ما يقلقنا هو أن البلاغات التي نتلقاها لا تعكس الحجم الحقيقي للمشكلة،” تضيف فالين.
وفي إطار إحياء اليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي يصادف اليوم، 9 كانون الأول/ ديسمبر، تسعى المجموعة الوطنية لمكافحة الفساد لزيادة الوعي بأهمية التصدي لهذه الجرائم.
تقول فالين: “نحتاج إلى فهم أعمق لقضايا الفساد في السويد، وعلينا تحسين قدراتنا على اكتشافها، الإبلاغ عنها، ومنعها. الفساد يمثل تهديدًا خطيرًا لديمقراطيتنا ومجتمعنا”.