SWED 24: في غضون أسبوعين فقط، لقي نحو 20 شخصًا مصرعهم في هجمات إرهابية نفذت باستخدام السيارات، في موجة تبرز فعالية هذه الوسيلة القاتلة. ورغم أن استخدام المركبات في الهجمات ليس جديدًا، إلا أنه يبقى أحد الأساليب الصعبة الرصد، والتي لطالما شجعت عليها تنظيمات مثل “داعش”.
يمكن للسيارة أن تتحول خلال لحظات إلى أداة قتل جماعية، دون أن تثير الشكوك التي عادةً ما تحيط بشراء المتفجرات أو الأسلحة. الباحث في شؤون الإرهاب هانس برون يوضح، قائلاً: “السيارة تمنح منفذي الهجمات بشكل فردي وسيلة فعالة لتنفيذ عملياتهم دون منح السلطات وقتًا كافيًا للاستعداد أو التنبؤ.”
التاريخ الأسود لهجمات السيارات
على مدار العقود الماضية، استُخدمت السيارات كسلاح في تنفيذ هجمات دموية. ففي سبعينيات القرن الماضي، قامت أولغا هيبناروفا، البالغة من العمر 22 عامًا، بدهس ثمانية أشخاص في براغ انتقامًا مما وصفته بـ”مجتمع قاسٍ”.
وفي إسرائيل والضفة الغربية، نفذ فلسطينيون منذ العقد الماضي عشرات الهجمات بسيارات استهدفت مدنيين وجنودًا إسرائيليين. وفي الولايات المتحدة، شهدت مدينة تشارلوتسفيل عام 2017 هجومًا دامًا عندما اقتحم أحد المتطرفين بسيارته تجمعًا مناهضًا للعنصرية، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين.
“داعش” والترويج لهجمات السيارات
الهجوم الأخير الذي وقع في نيو أورلينز، وأسفر عن مقتل 15 شخصًا وإصابة 30 آخرين، كان بتخطيط شمس الدين جبار. وفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، فإن العملية مستوحاة بالكامل من تعليمات “داعش”.
ورغم تراجع سيطرة التنظيم جغرافيًا، إلا أنه لا يزال يحتفظ بحضور قوي عبر الإنترنت، حيث يروج لاستخدام أي وسيلة متاحة لتنفيذ هجمات دموية.
يقول ماغنوس رانستورب، الباحث في شؤون الإرهاب: “داعش دعا منذ عام 2014 أنصاره لاستخدام السيارات كأسلحة لقتل من يصفونهم بالكفار، وكانت النتيجة موجة من الهجمات المروعة”.
وشهدت أوروبا أبرز الهجمات الإرهابية باستخدام السيارات، منها هجوم مدينة نيس الفرنسية عام 2016، حيث اقتحمت شاحنة يقودها إرهابي منتزهًا مكتظًا بالسكان، مما أسفر عن مقتل 86 شخصًا وإصابة أكثر من 450. وفي العام نفسه، استهدفت شاحنة سوقًا لعيد الميلاد في برلين، متسببة في مقتل 14 شخصًا.
وفي 2017، قاد رحمة أكيلوف شاحنة صغيرة في شارع الملكة الواقع في قلب العاصمة ستوكهولم، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص.
يقول رانستورب: “السيارات تمثل وسيلة بسيطة وفعالة لإحداث أضرار جسيمة في وقت قياسي، ولهذا تظل خيارًا مفضلًا لدى منفذي الهجمات”.