تعقد رئيسة الحكومة السويدية ماغدلينا أندرشون الآن مؤتمراً صحفيا في ستوكهولم مع رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين التي تزور السويد في زيارة رسمية لمناقشة الوضع في أوكرانيا وطلب الانضمام الى الناتو.
وقالت رئيسة الحكومة الفنلندية إن المباحثات مع السويد تتركز حول كيفية تعزيز تعاوننا الأمني المشترك، مشددّة على أن “المسؤولين عن جرائم الحرب في أوكرانيا يجب أن يحاسبوا”.
وأضافت أن الوضع الأمني في أوروبا قد تغير بشكل جذري وكبير منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وأن فنلندا سوف تنشر اليوم الأربعاء موقفا رسميا جديدا للسياسة الأمنية.
وأكدت: “بالطبع ، سيكون أمراً جيداً إذا اتخذنا قرارات مماثلة في المستقبل ، لكن هذا ليس شرطاً”.
من جهتها قالت رئيسة الحكومة السويدية ماغدلينا أندرشون في المؤتمر الصحفي: ” علينا حقًا التفكير في ما هو الأفضل للسويد وأمننا وسلامنا”.
فنلندا تستعدّ
من جهة ثانية، تُصدر السلطات الفنلندية اليوم الأربعاء تقريرا محوريا حول وضعها الاستراتيجي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ما يمهّد الطريق لنقاش برلماني حول احتمال انضمام البلد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) بحلول الصيف.
وللمفارقة، فإنّ الحرب التي تشنّها موسكو ضد أوكرانيا لمنع توسع الناتو إلى تخومها قد تدفع جارة أخرى لها إلى حضن الناتو، للانتفاع من الحماية الموفّرة بموجب الفصل الخامس.
وقبل الهجوم الروسي، لم يكن تخلّي فنلندا عن نهجها التاريخي القاضي بعدم خوض تحالفات عسكرية سوى فكرة طواها النسيان بسبب قلّة الدعم لها.
لكن في خلال بضعة أسابيع، انقلب الوضع رأسا على عقب. وازدادت هذه الفكرة زخما، مستحصلة على دعم بنسبة 60 %، في مقابل معدّل راوح ما بين 20 و30 % لعقود. وأظهر الاستطلاع الأخير الذي نشرت نتائجه الاثنين أنها تحظى بدعم نسبته 68 %، في حين لم يعارضها سوى 12 % من المستطلعين.
وباتت أغلبية مؤيّدة لهذا الطرح تتجلّى بوضوح في البرلمان أيضا حيث عدَلت عدّة أحزاب عن معارضتها للفكرة.
ويؤيّد نحو مئة نائب من النوّاب الذين كشفوا عن موقفهم في هذا الصدد هذه المسألة في حال طرحت على التصويت، في مقابل 12 يعارضونها من أصل مئتين نائب في المجموع، وفق إحصاءات وسائل إعلام فنلندية.
ويتسلّم البرلمان الأربعاء “كتابا أبيض” حول الوضع الاستراتيجي لفنلندا تعمل السلطة التنفيذية على إعداده منذ مطلع آذار/مارس.
ومن المرتقب أن يبدأ البرلمان بمناقشة هذه المسألة رسميا الأربعاء المقبل.
وفي الموازاة، كثّفت هلسنكي اتّصالاتها بأغلبية الأعضاء الثلاثين في الناتو، فضلا عن السويد حيث تبدّل الوضع بدرجة كبيرة للدفع نحو انضواء تحت لواء الحلف الأطلسي.
واعتبرت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين التي لطالما عارض حزبها الاشتراكي-الديموقراطي الانضمام إلى الناتو، في تصريحات أدلت بها الأسبوع الماضي، أنه من المرتقب البتّ في هذه المسألة قبل بداية الصيف، أي تحديدا قبل اجتماع مهمّ للناتو في مدريد في 29 و30 حزيران/يونيو.