تشير خطة الحكومة السويدية للطاقة والمناخ إلى أن البلاد قد تفشل في الالتزام بمعظم النقاط الأساسية في تشريعات الاتحاد الأوروبي المناخية حتى عام 2030.
الأسباب تشمل انبعاثات كبيرة، نسبة منخفضة من الطاقة المتجددة، ونقص في امتصاص الكربون من الغابات.
وقالت وزيرة الطاقة، إيبا بوش، في تصريح للتلفزيون السويدي: “نعم، لدينا واجب كبير لنقوم به”.
الفشل في تحقيق الأهداف
ووفقًا لوثيقة جديدة قدمتها الحكومة إلى الاتحاد الأوروبي، تعترف السويد بعدم قدرتها على تحقيق الأهداف المحددة.
وتشير التوقعات إلى أن السويد ستفشل في تلبية متطلبات الاتحاد الأوروبي، وهي خطوة تُعتبر انتهاكًا للقانون.
وأكد ميكائيل كارلسون، الباحث في البيئة بجامعة أوبسالا على أن هذا يُعد “انتهاكًا للقانون”، مشيرًا إلى أن السويد التي كانت تعتبر قدوة في المجال البيئي قد أصبحت الآن عائقًا أمام تقدم الاتحاد الأوروبي في هذا المجال.
وتتمثل التحديات التي تواجه السويد في تحقيق الأهداف المناخية التي حددها الاتحاد الأوروبي في أربع نقاط رئيسية:
1. امتصاص الكربون من الغابات والأراضي:
يتطلب الاتحاد الأوروبي أن تزيد السويد من امتصاص الكربون بمقدار 8 ملايين طن بحلول عام 2030، مما يتطلب تقليل قطع الأشجار. لكن الحكومة السويدية لا تتوقع تحقيق هذا الهدف. وتقدر الوثيقة أن امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغابات سيكون أقل من متطلبات الاتحاد الأوروبي بما يتراوح بين 7 إلى 19 مليون طن سنويًا.
2. انبعاثات النقل والقطاعات غير المشمولة بتجارة الانبعاثات:
حتى الآن، كانت السويد تفي بأهداف الاتحاد الأوروبي في هذه القطاعات بفارق مريح. ومع ذلك، من المتوقع أن تزداد الانبعاثات بشكل كبير هذا العام بسبب تخفيض الالتزام بخفض الانبعاثات. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تتجاوز السويد متطلبات الاتحاد الأوروبي بأكثر من أربعة ملايين طن من الانبعاثات بحلول عام 2030.
3. نسبة الطاقة المتجددة:
رغم أن السويد تعتبر من بين الأفضل في هذا المجال، يطلب الاتحاد الأوروبي من جميع الدول الأعضاء زيادة نسبتها من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. وعلى الرغم من عدم وجود أهداف ملزمة في هذا الصدد، فإن السويد لن تتمكن من تحقيق المستوى الذي حددته الاتحاد الأوروبي.
4. كفاءة الطاقة:
من المتوقع أن تفشل السويد بشكل كبير في تحقيق هدف كفاءة الطاقة بحلول عام 2030. ومع ذلك، تعتقد الحكومة السويدية أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار حاجة السويد الكبيرة للطاقة الجديدة من أجل الاستثمارات الخضراء.
انتقادات للحكومة
وتلقى الحكومة انتقادات واسعة، حيث يعبر كارلسون عن قلقه من تأثير ذلك على باقي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وكذلك على التزام الدول الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة باتفاقية باريس.
وقال كارلسون: “هذا تصرف غير محترم للديمقراطية. إنها تشريعات ملزمة من الاتحاد الأوروبي، والتي صوتت السويد لصالحها. إذا لم نتمكن من تحقيق الأهداف، كيف يمكننا مطالبة الدول الأخرى بأخذ مسؤوليتها تجاه اتفاقية باريس؟”.
واعترفت إيبا بوش لأول مرة بأن الأهداف لن تُحقق، مبررة ذلك بقرارات متعمدة مثل تقليل نسبة الوقود الحيوي في الوقود.
وأكدت بوش على أن السويد تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد، لكنها شددت على مواصلة الكفاح للوصول إلى طريق واقعي لتحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت بوش: “نعم، نبدو أننا لن نحقق الأهداف. على سبيل المثال، قررنا تقليل مزيج الوقود الحيوي في الوقود. لدينا واجب كبير لنقوم به، لكننا سنواصل الكفاح للوصول إلى طريق واقعي لتحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي”.