تموّل الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي “سيدا” شركات تعمل على توفير 420 ألف موقد تعتمد على وقود الطهي النظيف في 6 دول أفريقية في منطقة جنوب الصحراء الكبرى.
ودعت مؤسسة نورديك إنفيرومنت فيننانس كوأوبراشن “نفكو” الشركات المهتمة بالحصول على تمويل في الدول الأفريقية الـ6 إلى التقدم بطلبات حتى 18 مايو/أيار المقبل.
وتضم الدول الأفريقية الـ6 ، بحسب تقرير كتبته حياة حسين في موقع “الطاقة” كلًا من: جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكينيا، وموزمبيق، وتنزانيا، وزامبيا، بالإضافة إلى زيمبابوي.
ونفكو هي مؤسسة دولية معنية بالحلول الخضراء، وتشارك فيها حكومات عدة دول أوروبية وهي: الدنمارك، وفنلندا، وأيسلندا، والنرويج، بالإضافة إلى السويد.
دعوة الشركات
أطلقت مؤسسة نفكو الدولية -التي تمولها حكومات أوروبية- دعوة إلى الشركات للحصول على تمويل لتوفير وقود الطهي النظيف في 6 دول أفريقية، من خلال فرعها في أفريقيا، “مودرن كوكينغ فاسيليتي فور أفريكا”، حسبما ذكر موقع “أفريكا 21”.
وطلبت نفكو -من الشركات الراغبة في الحصول على تمويل، بالإضافة إلى منح تحفيزية لتقديم وقود الطهي النظيف في دول جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا- التقدم بطلبات إبداء اهتمام.
ويشترط أن تكون الشركات المتقدمة مسجلة في إحدى هذه الدول، وتعمل في توزيع وقود الطهي النظيف، مثل الكهرباء، أو الغاز الحيوي أو الإيثانول الحيوي.
وتخضع الشركات المتقدمة لشروط محددة، فنية ومالية، وستصنفها نفكو وتختار مجموعة في قائمة قصيرة مؤهلة للمرحلة التالية والنهائية للاختيار منها.
33.9 مليون دولار
تموّل حكومة السويد من خلال وكالة التعاون الإنمائي “سيدا” مشروع توفير وقود الطهي النظيف في دول جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية بنحو 30.8 مليون يورو (33.9 مليون دولار أميركي).
وتأمل حكومة السويد من خلال برنامج التمويل في توفير 420 ألف موقد تعمل بوقود الطهي النظيف، لخدمة 3.8 مليون مستهلك.
وتعاني دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أزمة حادة في توفير وقود الطهي النظيف، إذ يستخدم 900 مليون شخص من سكانها الفحم وحرق الخشب للطهي، ما يؤدي إلى قطع الغابات وزيادة أزمة تغير المناخ، في وقت يحارب العالم لعلاجه.
ولا تقتصر معاناة القارة السمراء على دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى عدم توفير وقود الطهي النظيف، إذ تضرب هذه المشكلة دولًا تتمتع بثرائها النفطي، مثل نيجيريا، التي تُعد أكبر منتج للخام في القارة.
مصافي تكرير
كان منتدى مستقبل الطاقة الأفريقية الذي انعقد نهاية العام الماضي في هيوستن الأميركية، قد أوصى بتوفير مصافي تكرير تساعد في إنتاج وقود نظيف، إذ إن 20 دولة فقط في أفريقيا لديها عمليات تكرير، وانخفضت قدرات تلك الدول إلى 55% في المتوسط.
وأكد الأمين التنفيذي لجمعية المصافي والموزعين الأفارقة، أنيبور كراغا، أهمية الاستثمارات الكبيرة في مصافي التكرير والبتروكيماويات المتكاملة، لتلبية الطلب المتزايد وتقليل الواردات، وتطوير البنية التحتية لغاز البترول المسال على نطاق واسع واستبدال الكتلة الحيوية بصفته بديلًا للطهي النظيف في جميع أنحاء أفريقيا بغاز البترول المسال.
وكشفت دراسة، قبل عام في زيمبابوي، عن أن البلاد تعاني فقر الطاقة وعدم قدرة شريحة كبيرة من السكان على الاستفادة من الكهرباء التي تضخّها الحكومة في الشبكة القومية، نظرًا إلى ارتفاع تكلفة الاستهلاك مقارنة بمستوى الدخل.
وعبّرت إحدى النساء التي حصل الباحثون على رأيها في الدراسة عن أزمة استخدام الخشب في الطهي قائلة: “عندما أطهو بخشب شبه جاف، لا يستطيع أحد دخول المطبخ بسبب الدخان.. إنه مثل زنزانة السجن؛ لذلك سوف أقضي عقوبتي لأنني الأمّ التي يجب أن تفعل ذلك.. ليس لديّ خيار”.