SWED24: يواجه الممرض ديّاكو غافور، البالغ من العمر 26 عاماً، خطر الترحيل من السويد بعد رفض طلب عائلته لتمديد تصريح الإقامة من قبل مصلحة الهجرة السويدية. وعلى الرغم من تقديمهم طعناً في القرار، إلا أن المحكمة رفضت طلبهم لإعادة النظر في القضية، ما يعني أن ديّاكو وعائلته سيتم ترحيلهم إلى العراق بحلول 30 اذار/ مارس.
وقال ديّاكو، الذي يعمل ممرضاً في مستشفى كريستيانستاد منذ تخرجه العام الماضي: “أمسك بأيدي المرضى في أصعب لحظاتهم، وأساعد في إنقاذ الأرواح، ورغم ذلك لا يعتبر هذا دليلاً كافياً على اندماجنا في المجتمع. من المحبط حقاً، ولا أفهم ما الذي يتوجب علينا فعله أكثر من ذلك”.
من سنوات الانتظار إلى رفض صادم
وصل ديّاكو وعائلته إلى السويد عام 2016، بعد أن حصل والده على تصريح عمل، مما مكّن الأسرة من الحصول على تصريح إقامة مرتبط به. وعندما انتهت مدة التصاريح، تقدموا بطلب لتمديدها في عام 2021، لكنهم لم يتلقوا رداً حتى عام 2024، ليأتي القرار بالرفض.
توضح مصلحة الهجرة أن السبب الرئيسي لرفض الطلب هو أن والد ديّاكو لم يكن يحقق الحد الأدنى من متطلبات الدخل، وهو ما ينفيه الأخير، قائلاً: “هذا غير صحيح، والدي كان يحقق الدخل المطلوب شهرياً. كما يدّعون أننا لم نندمج في المجتمع، رغم أننا تعلمنا، ودرسنا، وعملنا، ولم نحصل حتى على مساعدات دراسية، بل كنا نعتمد على أنفسنا تماماً”.
في مستشفى كريستيانستاد، حيث يعمل ديّاكو، حظي بدعم كبير من زملائه الذين أبدوا رفضهم القاطع لقرار ترحيله، بل وهدد بعضهم بالاستقالة إذا تم تنفيذ القرار، وفقًا لما نقلته صحيفة Kristianstadsbladet.
وأضاف ديّاكو: “أشعر بالفخر لأن زملائي ومرضاي يساندونني ويؤمنون بأن لي مكاناً هنا”.
“لم يعد أمامنا خيار سوى المغادرة”
بعد رفض المحكمة طلب الاستئناف، أصبح قرار الترحيل نهائياً، حيث يتوجب على العائلة مغادرة السويد بحلول 30 مارس.
وعلّق ديّاكو على القرار، قائلاً: “إنه شعور محزن للغاية. نحن لا نفهم ما الذي كان ينقصنا، لقد دفعنا الضرائب، تعلمنا، وحققنا كل المتطلبات المطلوبة للاندماج، لكن لا شيء من ذلك كان كافياً”.
ولاقى القرار انتقادات حادة من سياسيين محليين، من بينهم غيلبرت تريبو، نائب رئيس مجلس إدارة منطقة سكونه، الذي وصف القضية بأنها مثال صارخ على خلل في النظام.
وقال تريبو لصحيفة Kristianstadsbladet: “إنه أمر كارثي على المستوى الإنساني والاقتصادي. كيف يمكن أن نُعلم هؤلاء الشباب، خاصة في المهن التي نعاني فيها نقصاً حاداً، ثم نطردهم فور تخرجهم؟ هذا نظام معيب، غير منطقي، ومجرد إهدار لأموال دافعي الضرائب”.
في تعليقها على القضية، قالت ليلى هيلبيرغ روزنبرغ، رئيسة وحدة في مصلحة الهجرة السويدية، إن القرار يستند إلى أن والد ديّاكو لم يحقق متطلبات تصريح العمل، وبالتالي لم تعد العائلة مؤهلة للبقاء في البلاد.
وأضافت: “القاعدة الأساسية في السويد هي أن تصريح العمل يجب أن يُمنح قبل دخول البلاد. في بعض الحالات، يمكن استثناء ذلك، ولكن ليس في هذه القضية، لأن الأب لم يستوفِ الشروط المطلوبة”.
مع اقتراب موعد الترحيل النهائي، تتزايد التساؤلات حول ما إذا كان بإمكان السلطات السويدية اتخاذ إجراءات استثنائية لمراجعة قضيته، أم أن ديّاكو وعائلته سيضطرون لمغادرة السويد رغم الاندماج الكامل في المجتمع؟