SWED24: قررت السويد تكثيف دعمها لحقوق الإجهاض عالميًا، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفكيك وكالة التنمية الدولية الأمريكية (USAID)، التي كانت تُعتبر أحد أكبر الممولين للمساعدات الإنسانية.
وصرّح وزير التعاون الإنمائي والتجارة الخارجية السويدي، بنيامين دوسا (M)، قائلاً: “النساء والفتيات قد يدفعن حياتهن ثمنًا إن لم نقم بهذا التحرك”.
في اليوم الأول من توليه منصبه، أصدر ترامب أمراً تنفيذياً بتجميد جميع المساعدات الخارجية لمدة 90 يوماً. كما قام مع حليفه إيلون ماسك بفصل أو إنذار معظم موظفي USAID، مما أدى إلى توقف العديد من المشاريع الإنسانية حول العالم.
USAID كانت مسؤولة عن 42 بالمائة من إجمالي المساعدات الإنسانية المسجلة من قبل الأمم المتحدة في العام الماضي، ما يجعل انسحابها ضربة قاسية للجهود الدولية، خاصة في مجال الصحة الإنجابية وحقوق المرأة.
السويد ترصد 75 مليون كرونة لدعم الإجهاض الآمن
في مواجهة هذا التراجع الأمريكي، أعلنت الحكومة السويدية عن تخصيص 75 مليون كرونة سويدية لدعم الإجهاض الآمن، بهدف سد جزء صغير من الفجوة التي خلفها انسحاب USAID.
وأوضح دوسا، قائلاً: “نحن نرى أن الولايات المتحدة تنسحب، لكننا لا نريد ترك النساء والفتيات المعرضات للخطر دون دعم”.
سيتم توجيه هذا التمويل إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، الذي يعمل على تعزيز الوصول إلى الإجهاض الآمن عبر توفير المعلومات، والأدوية، والمعدات الطبية، والمرافق، وتدريب القابلات.
المخاطر الناجمة عن غياب الدعم الأمريكي
أشار دوسا إلى أن غياب الدعم في مجال الصحة الإنجابية قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين النساء والفتيات، حيث، يُعد الحمل والولادة السبب الرئيسي للوفاة بين الفتيات بين 15 و19 عامًا بسبب نقص الدعم الصحي، كما تمثل الوفيات الناجمة عن الإجهاض غير الآمن 13 بالمائة من إجمالي وفيات الأمهات عالمياً.
رغم خطورة الوضع، أبدى دوسا تحفظاً بشأن إمكانية زيادة ميزانية المساعدات في ظل التحديات الأمنية التي تواجهها السويد.
وأوضح، قائلاً: “في ظل الوضع الأمني الحالي، من الصعب تحويل الأموال من ميزانية الدفاع، لكن علينا إجراء أولويات صارمة داخل ميزانية المساعدات نفسها”.
يأمل دوسا أن تشجع المبادرة السويدية الدول الأوروبية الأخرى، التي تتبنى نفس القيم، على زيادة مساهمتها في هذا المجال، لكنه أقر بأن السويد وحدها لا يمكنها سد الفجوة الهائلة التي خلّفها الانسحاب الأمريكي.
وقال: “من المستحيل أن تملأ السويد وحدها الفراغ الذي خلفه تخلي الولايات المتحدة عن مسؤولياتها”.