في خطوة تعكس تصاعد الاهتمام بالفرص الاقتصادية الواعدة بين السويد والمملكة العربية السعودية، يتطلع وفدٌّ سويديّ رفيع المستوى إلى تعزيز التعاون الاستثماري مع السعودية، خاصةً في مجال “التكنولوجيا الخضراء” والحلول المبتكرة.
وخلال زيارتهم الحالية للمملكة، يبحث الوفد – الذي يضمّ ممثلين عن شركات سويدية رائدة – عن فرصٍ لبناء شراكات استراتيجية تساهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، خاصةً في قطاعاتٍ حيوية مثل الطاقة المتجددة، والمدن الذكية، والاستدامة البيئية.
وتُشدّد السفيرة السويدية لدى المملكة، بيترا ميناندر، على عمق العلاقات الثنائية التي تمتدّ لعقود، مشيرةً إلى أنّ الشركات السويدية ساهمت بشكلٍ فعّال في بناء البنية التحتية للمملكة منذ خمسينيات القرن الماضي.
وتؤكّد ميناندر على اهتمام بلادها بتبادل الخبرات في مجال الابتكار وريادة الأعمال، مُشيدةً بالخطوات السريعة التي تتخذها السعودية في هذا المجال.
كما تُشير إلى أنّ السويد، التي تُصنّف عالمياً بين الدول الأكثر ابتكاراً، ترى في المملكة شريكاً استراتيجياً لتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
وتُضيف ميناندر أنّ العلاقات التجارية بين البلدين تشهد نمواً مُطَرِّداً، مُشيرةً إلى ارتفاع مُعدّلات التبادل التجاري بشكلٍ ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. وتتوقّع ميناندر استمرار هذا النموّ في قطاعاتٍ واعدة مثل التعدين، والطاقة، والرعاية الصحية، والتقنية.
ومن جهتهم، أعرب ممثلو الشركات السويدية عن تفاؤلهم بالفرص الاستثمارية المتاحة في السوق السعودية، مُؤكّدين على سعيهم لنقل خبراتهم وتقنياتهم الرائدة إلى المملكة.
ويُسلّط لوف داغر، الرئيس التنفيذي لشركة “استوكهولم للتكنولوجيا المالية”، الضوء على الفرص الواعدة للتعاون مع الشركات السعودية الناشئة، مُشيراً إلى أنّ شركات التكنولوجيا المالية السويدية تتطلّع إلى التوسّع عالمياً وتُعتبر السوق السعودية وجهةً مثالية لذلك.
وتُؤكّد علياء صابر، رئيسة قسم الاستدامة والشركات الناشئة في حاضنة الأعمال “هيتش”، على أهمية تعزيز ثقافة ريادة الأعمال بين الشباب السعودي، مُشيرةً إلى أنّ حاضنتها تسعى إلى دعم الشركات الناشئة السويدية التي تُقدّم حلولاً مُبتكرة في مجال الاستدامة لتوسيع أعمالها في المملكة.
ويُشير الاهتمام السويديّ المتزايد بالسوق السعودية إلى جاذبية الاقتصاد السعوديّ للاستثمارات الأجنبية، خاصةً في ظلّ الخطط الطموحة لرؤية 2030 التي تُركّز على التنوّع الاقتصاديّ، والتحوّل الرقميّ، وتعزيز دور القطاع الخاص.
المصدر: الشرق الأوسط