SWED 24: أثارت دراسة حديثة أجرتها مجلة “رود آند رون” جدلاً واسعاً حول التأثيرات السلبية لمشروبات الطاقة على النوم والصحة العامة للأطفال والمراهقين، في ظل الارتفاع الكبير في معدلات استهلاكها بين الشباب. في أعقاب هذه النتائج، لوّحت هيئة الغذاء السويدية بإمكانية فرض قيود قانونية على بيع مشروبات الطاقة، بما في ذلك تحديد عمر قانوني للشراء.
في إحدى المدارس الثانوية في يوتوبوري تتفحص الطالبة آني يرنبيرغ (18 عاماً) التحذيرات المدونة على عبوة مشروب طاقة اشترتها للتو، وتقرأ بصوت عالٍ: “يحتوي على نسبة عالية من الكافيين. غير موصى به للأطفال، النساء الحوامل أو المرضعات. يحتوي على 32 ملغ من الكافيين لكل 100 مل”.
ورغم هذه التحذيرات، تقول آني إنها لا تزال تستهلك مشروبات الطاقة يومياً، مضيفةً: “أنا فقط أشعر بالتعب…”
ارتفاع حاد في الاستهلاك بين المراهقين
خلال السنوات الخمس الماضية، شهدت السويد ارتفاعاً حاداً في استهلاك مشروبات الطاقة، خاصة بين الفئة العمرية 15-24 عاماً، وفقًا لتقرير “مؤشر الشباب”. وكشفت التحليلات أن 18 من بين 25 علامة تجارية لمشروبات الطاقة في السوق تحتوي على كميات من الكافيين تفوق الحد الذي حددته هيئة سلامة الأغذية الأوروبية، والذي يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات النوم.
وتعليقاً على هذه الظاهرة، تقول سابينا ليتينس كارلسون، خبيرة السموم في هيئة الغذاء السويدية: “نحن نأخذ هذا الأمر على محمل الجد، فمستويات الكافيين مرتفعة بشكل مقلق. نعمل على تقديم التوصيات الضرورية، لكن إذا لم تكن كافية، فقد نضطر إلى اتخاذ خطوات أكثر صرامة”.
حتى الآن، لا يوجد قانون رسمي يحدد سناً قانونياً لشراء مشروبات الطاقة في السويد، ولكن منذ عام 2009، تبنت متاجر البيع بالتجزئة سياسة طوعية بعدم بيعها للقُصّر. ورغم ذلك، تزايدت التساؤلات حول مدى فعالية هذه الإجراءات ومدى التزام المحلات بتطبيقها.
وتلمح سابينا ليتينس كارلسون إلى أن السلطات تدرس خيارات أخرى قائلةً: “حاليًا، نركز على تقديم النصائح والإرشادات، لكن إذا لم تكن هذه الإجراءات كافية، سننظر في اتخاذ تدابير إضافية، بما في ذلك تحديد سن قانوني للشراء أو فرض قيود على كمية الكافيين المسموح بها في هذه المشروبات”.
الشباب يؤيدون فرض قيود أقوى
في استطلاع أُجري بين طلاب المدارس في يوتوبوري، أبدى عدد كبير من الشباب تأييدهم لفرض قيود صارمة على بيع مشروبات الطاقة. تقول موا كارلسون (18 عاماً): “أعتقد أن سن 15 عامًا كان حدًا مناسبًا، لكن المشكلة أنه لا يتم الالتزام به دائماً، ربما ينبغي فرض رقابة أكثر صرامة”.
أما آني يرنبيرغ، فرغم أنها تجاوزت السن القانونية المقترحة، فإنها تتفهم أهمية هذه الإجراءات وتقول: “قد يكون الأمر منطقياً، خاصة إذا كان سيحمي الأطفال من الآثار السلبية لهذه المشروبات”.