ستوكهولم – أصدرت وزارة الخارجية السويدية تحذيرًا أمنيًا لمواطنيها المتواجدين في تركيا، دعتهم فيه إلى تجنّب التجمعات الكبيرة، توخّي الحذر، ومتابعة الأخبار المحلية عن كثب، وذلك على خلفية الاحتجاجات الحاشدة التي اجتاحت عدة مدن تركية عقب اعتقال رئيس بلدية إسطنبول المعارض، أكرم إمام أوغلو.
وجاء التحذير بعد أيام من التوتر في الشارع التركي، حيث شهدت البلاد موجة مظاهرات غاضبة، إثر مداهمة الشرطة لمنزل إمام أوغلو فجراً يوم الأربعاء واعتقاله، لتقرر محكمة لاحقًا إحالته إلى المحاكمة بتهم تتعلق بالفساد، وتلقي رشى، ودعم تنظيم إرهابي، مع قرار بعزله من منصبه حتى إشعار آخر.
إمام أوغلو: “هذه ليست محاكمة… إنها إعدام سياسي”
إمام أوغلو، الذي يُعد الخصم السياسي الأبرز للرئيس رجب طيب أردوغان، نفى جميع التهم الموجهة إليه، واعتبر أن ما يجري بحقه “إعدام سياسي”، مشددًا على أن المعركة الآن “من أجل مستقبل البلاد وأجيالها القادمة”.
ومن المنتظر أن يُعلن حزب الشعب الجمهوري (CHP) ترشيح إمام أوغلو رسميًا لمنافسة أردوغان في الانتخابات المقبلة، وهو ما يضفي على توقيفه بعدًا سياسيًا واضحًا، بحسب مراقبين.
تصاعد التوتر وتحذيرات دولية
ورغم حظر السلطات للاحتجاجات، خرج آلاف المتظاهرين في إسطنبول ومدن تركية أخرى، حيث وقعت اشتباكات مع الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه لتفريق الحشود.
التحذير السويدي جاء في هذا السياق، وسط مخاوف من تصعيد أمني قد يهدد سلامة الأجانب في البلاد، خصوصًا مع تزايد الاحتقان الشعبي.
خلفية
يُذكر أن إمام أوغلو فاز برئاسة بلدية إسطنبول عام 2019، في انتصار كبير للمعارضة أنهى سيطرة حزب العدالة والتنمية الحاكم على المدينة لأكثر من عقدين. وتُعد بلدية إسطنبول من أهم المناصب السياسية في البلاد، ومنصة مؤثرة في أي استحقاق رئاسي مقبل.