بدأت محكمة يوتوبوري أمس الأربعاء محاكمة امرأة تبلغ من العمر 35 عاماً بتهمة ارتكاب جرائم حرب في سوريا.
وذكرت صحيفة “داغنز نيهيتر” ( المصدر/ انقر هنا) التي نشرت تقريراً مفصلاً عن ذلك، ان المرأة شاركت بنشر صور جثث ورؤوس مقطوعة ووصفت الرحلة الى سوريا وكأنها “عندما يأتي الأطفال الى أرض الحلويات”، وبعد عودتها الى مكان سكنها في السويد، روجت عن نفسها على انها “ساحرة” وقامت ببيع تعويذات على وسائل التواصل الاجتماعي.
“ها؟ ماذا قلت؟”
وارفقت المرأة في منشور نشرته على حسابها على فيسبوك في 25 تموز/ يوليو 2014 عبارة “ها؟ ماذا قلت؟” مع صورة لامرأة ترتدي برقعا بشكل كامل وهي واقفة تواجه راساً مقطوعاً على سياج في ساحة النعيم في الرقة بسوريا.
وتُظهر صورة الملف الشخصي امرأة تحمل سلاحاً آلياً بإحدى يديها وتشير بإصبع السبابة الى السماء باليد الأخرى، وهي حركة اعتاد افراد تنظيم داعش الإرهابي القيام بها في منشوراتهم الدعائية، وفق الصحيفة.
كما هناك بعض الصور الأخرى في لائحة الاتهام الموجهة ضد المرأة، التي كانت صحيفة “إكسبرسن” هي أول من أبلغ عن ذلك.
حفل زفاف
وبالإضافة الى احتواء الحساب الشخصي للمرأة على صور أشخاص تم اعدامهم، كان هناك أيضاً صور من حفل زفاف، والحياة اليومية في مناطق سيطرة داعش، وطفل رضيع يحمل مسدساً على بطنه وأطفالاً آخرين مجهولين يظهرون وهم يحملون السلاح.
وجرى استجواب المرأة في المرة الأولى في عام 2019، وكانت حينها قد عادت السويد قبل عامين وذكرت انها ذهبت الى سوريا في نهاية عام 2012 لكنها لم تفكر في الانضمام الى جماعة جهادية.
وقالت المرأة في التحقيق: كانت الرحلة غير مخطط لها تماماً. كنت سأزور أخي لمدة أسبوعين فقط. لكن عندما رأيت كيف كان حال السوريين، لم يطاوعني قلبي للعودة الى السويد.
زواج وطفلة
وذكرت المرأة في التحقيق، انها تزوجت في سوريا في وقت قصير وحملت وأنجبت طفلة، لكن حينها كان زوجها قد مات وأصبحت وحيدة.
وأعطت المرأة تفسيرات عدة حول الكيفية التي تمكنت فيها من تدبير امورها بنفسها دون وجود رجل معها وهي في منطقة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية لسنوات عدة.
ومن بين ما قالته المرأة على سبيل المثال، انها تمكنت من ترتيب إقامة لها لأنها تمكنت من “تخويف الرجال” لفترة من الوقت. ووفقاً لما ذكرته، فأنها كانت تدير صيدلية خاصة، الأمر الذي أصبح ممكناً لان “رجال داعش” كانوا يحبونها، بحسب زعمها.
وعندما تم استجواب المرأة مرة أخرى في عام 2021، ذكرت معلومات أخرى قالت فيها انها ساعدت في إنشاء شرطة الأخلاق النسائية، او ما أطلق عليه داعش اسم “لواء الخنساء”، الأمر الذي ذكره التلفزيون السويدي في برنامجه Kalla Fakta على القناة الرابعة.
“لا أرى هذا على انه خطير للغاية”
وبحسب تحليل التحقيق، فأن صورة الملف الشخصي للمرأة على فيسبوك التقطت على سطح فندق في الرقة، يُعتقد ان لواء الخنساء كان يقيم فيه، واعترفت المرأة بأنها عاشت هناك لكنها قالت انه لم يكن لها علاقة باللواء.
وقدمت الشرطة رسالة مصورة تمت مصادرتها من منزل المرأة، حيث كان المرسل امرأة، تحث شخصية رفيعة المستوى على السماح للنساء بالمشاركة في القتال.
وقالت المرأة أثناء التحقيق: لا أرى هذا على انه خطير للغاية. هذه هي أفكاري، وكيف فكرت حينها عندما تعرضت لغسيل الدماغ واعتقدت ان هذا صحيح.
ومن بين ما كتبته المراة في الرسالة التي رفعتها الى الشخصية رفيعة المستوى في داعش، انها تحب السلاح، وهو امر أكدته الشرطة. كما انها كتبت ان سفرها الى سوريا كان مثل “وصول طفل الى أرض الحلويات”.
تُهم
وتوجه نحو المرأة الآن تُهم “تعريض الموتى المحميين بموجب القانون الدولي لمعاملة مهينة”. وبالإضافة الى صورة الرأس المقطوع الذي نشرته المرأة على حسابها في الفيسبوك، كان هناك صورة أخرى لجثة أخرى مقطوعة الرأس ايضاً علقت عليها، قائلة: “هل تتحدث معي؟ عفواً، ليس لديك رأس”.
ووفقاً للائحة الاتهام، ظهرت المرأة نفسها أيضاً بصور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مع تعليقات مهينة. واعترفت المرأة بانها كتبت التعليق لكنها تنفي ارتكاب أي مخالفة.
وقالت: “لم أكن أنا في الصورة ولم أرفع رأس أي شخص. لقد كانت صورة أردت أن نشرها بعد ان حدث جدال مع البعض على الفيسبوك”.
في السويد، وصفت المرأة نفسها، بحسب ما جاء في برنامج Kalla Fakta الشهير الذي تبثه القناة الرابعة في التلفزيون السويدي على انها “ساحرة” على وسائل التواصل الاجتماعي، وبانها باعت تعويذات لمتابعيها البالغ عددهم 11 ألفاً.
جدير ذكره، ان محاكمة المرأة بدأت أمس الأربعاء في محكمة يوتوبوري البدائية. وسبق ان أدانت محكمة سويدية شقيقها بارتكاب جرائم إرهابية.