انهالت الانتقادات لحديقة حيوان في السويد بسبب قتل ثلاثة من قردة الشمبانزي رميا بالرصاص وإصابة شمبانزي رابع بعد هروبهم من أقفاصهم قبل عدة أيام.
وبررت حديقة الحيوان في فوروفيك في السويد بأن محاولة تهدئة هذه الحيوانات بتخديرها بدلا من رميها بالرصاص كان سيشكل خطورة على حياة الناس.
ورغم ذلك، لا يزال هناك ثلاثة قرود طلقاء لم تتمكن الجهات المعنية من إعادتهم إلى أقفاصهم بعد.
وكانت تلك الحيوانات تتمتع بشهرة كبيرة في السويد، مما أثار موجة من الغضب في البلاد.
ونقلت بي بي سي عربي عن الباحث ماتياس أوسفاث، الذي يعرف تلك الحيوانات جيدا، تأكيده إنها لم تكن تشكل خطرا حقيقا على الناس. وقال أوسفاث: “لو التقيت بهم في الحديقة كان من الممكن أن يخفق قلبي بقوة، لكن لم أكن لأشعر بخطر على حياتي”.
وبدأت الواقعة بهروب قردة الشمبانزي من أقفاصها حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا وبدأت تتجول بحرية في أرجاء الحديقة، لكن لم يتضح حتى الآن كيف هرب.
وكانت حديقة الحيوان في فوروفيك مغلقة للعامة، لكن المسؤولين بها رأوا أن الحيوانات الهاربة تشكل خطرا على الحياة وأصدروا تعليمات بإجلاء طواقم العمل أو إبقائهم داخل أماكن مغلقة.
وأصدرت الشركة المسؤولة عن تشغيل الحديقة بيانا بشأن الحادث نشرته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك جاء فيه: “قد يعتقد البعض أن قردة الشمبانزي مسالمة، لكنها في الحقيقة خطيرة للغاية. فهي سريعة، وقوية، ولا تخاف”.
لهذه الأسباب، قالت الشركة إنها أطلقت النار على القردة الهاربة بدلا من تخديرها بالسهام المهدئة التي يمكن إطلاقها من مسافة قريبة.
وأضاف البيان أن “هذا بالإضافة إلى حقيقة أخرى تشير إلى أن الأمر قد يستغرق حوالي عشر دقائق حتى تظهر آثار المخدر، مما يشكل خطرا كبيرا على سلامة الناس”.
ومع ذلك قوبل قرار إطلاق النار على الحيوانات بانتقادات على نطاق واسع. واتهمت عاملة سابقة في رعاية الحيوانات في هذه الحديقة، شغلت هذه الوظيفة لحوالي 30 سنة، إدارة حديقة الحيوان باتخاذ إجراء غير احترافي.
وقالت إنج – ماري بيرسون للتلفزيون السويدي “SVT” الحكومي: “أعتقد أنهم أصيبوا بالذعر”.
وكشفت الحديقة عن هوية اثنين من القردة الذين قتلوا: وهم ليندا وتورستن. كما تأكد مقتل قرد ثالث بينما يخشى المسؤولون أن يكون قرد آخر قد قتل، وهما المعروفان بـسانتينو وماندا.
وبعد سنوات من دراسة سلوك الشمبانزي، علق متخصصون في علم الحيوان الإدراكي من جامعة لوند تعاونهم مع حديقة حيوان فوروفيك.
وقال الباحث ماتياس أوسفاث، الذي أوضح أن تلك القردة سبق لها الهروب من أقفاصها من قبل منذ عدة سنوات أثناء وجود زائرين في الحديقة: “كنت أعرفهم شخصيا. كنت أعانق ماندا، وسبق أن قبلت ليندا ولعبت شد الحبل مع سانتينو”.
وكان سانتينو معروفا خارج السويد أيضا نظرا لمهاراته الفنية، كما كان القرد المفضل لولية عهد السويد الأميرة فيكتوريا.