ذكر تقرير جديد صادر عن وزارة العمل ان عشرات الآلاف من العمال في السويد يتعرضون الى الاستغلال من قبل بعض اصحاب العمل.
وبحسب التقرير، فأن عمليات الاستغلال، تتخذ أشكالاً مختلفة، منها ملايين الكرونات، من الأجور غير المدفوعة، وظروف العمل الشبيهة بالعبودية، حيث هناك مجتمع ظل موازي يستخدم فيه أرباب عمل مجرمون الأشخاص الضعفاء في المجتمع، لتحقيق أرباح غير مشروعة.
وجاء في التقرير، أن الاتجار بالبشر واستغلالهم يكلف السويد مليار كرون سنوياً. بالإضافة الى ذلك، تشير المعلومات الى أن بعض أصحاب العمل، سرقوا نحو 26 مليار كرون من عائدات الضرائب.
قصة إيفان
وعرض التلفزيون السويدي، SVT ( المصدر/ انقر هنا)، قصة شاب من أصول عراقية يدعى إيفان مدلول، 38 عاماً في الذي كان يعمل في إحدى شركات تنظيف المنازل بمدينة نورشوبينك، جنوب شرق السويد، واضطر للعمل حتى بعد اصابته بجرح عميق في يده.
يقول إيفان للتلفزيون: لم يدفع لي المدير أجور العمل، كنت أعمل منذ الصباح وحتى الليل وحتى في أيام السبت والاحد وكان المدير يقدم لي الوعود بدفع الراتب فيما بعد.
تجرأ ايفان في النهاية على إبلاغ الشرطة، وذكر للتلفزيون السويدي، أنه يعيش الآن تحت تهديدات بالقتل في مكان سري بينما يواصل المدير الذي قام باستغلاله في عمله في تنظيف المنازل السويدية.
ويقول تقرير التلفزيون السويدي، إن بعض أصحاب العمل يستغلون الأشخاص الضعفاء في السويد، الذين لم يحصلوا بعد على إقامات او الذين ليس لديهم اوراق ثبوتية. وبعد مضي شهر واحد على عمل أولئك الناس، يدفع لهم أرباب العمل نصف الراتب بحجة ان الامور ليست جيدة، ثم تمر فترة طويلة قد تصل الى ستة أشهر دون ان يدفعوا شيئاً الى العاملين، الذين يضطرون الى الاستمرار بالعمل والا لن يحصلوا على مستحقاتهم، وهكذا يتم خداع المستضعفين بهذه الطريقة.
ظروف عمل مهينة
يتحدث ايفان عن ظروف العمل المهينة التي كان يعمل فيها، ويقول: “في بعض الأحيان كنت أنظف ثلاث شقق بمفردي. أحيانًا كنت أعود إلى المنزل في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، على الرغم من أنني أستيقظ في الساعة الخامسة. كنت اعمل كل يوم.
وقال إيفان، ان المدير كان يحتجز راتبه، ورغم انه طلب من المدير اعطاءه حقه، الا انه كان يقول ان الراتب سيأتي لاحقاً.
وفي احدى المرات وعندما كان إيفان ينظف منزل في بلدة ساحلية في سمولاند، جرح يده اليمنى بزجاج النافذة وكانت تنزف بغزارة.
يقول إيفان: قال المدير إنه يجب ان أنهي التنظيف قبل أن نتمكن من الذهاب الى غرفة الطوارىء. تركني وحدي بعد ان وعدت بعدم ذكر اسمه أو أسم الشركة.
بعدها قرر إيفان الاتصال بالشرطة، الا ان القضية أسقطت بسبب نقص الأدلة، لكن وبسبب ذلك تم تهديد إيفان بالقتل من قبل المدير. وبما أن إيفان لا يملك إقامة في السويد، فهو اليوم محتجز لدى مصلحة الهجرة السويدية في مكان غير معلوم، في انتظار ترحيله.
ويقول إيفان للتلفزيون السويدي، إنه اضطر الى الفرار من بلاده عندما رفض، بصفته ضابط شرطة، إطلاق نار على شخص ما ، وهو خائف من ان يتم قتله في العراق بعد ترحيله.
واتصل التلفزيون السويدي بالشركة المعنية، التي ذكرت ان ايفان لم يكن لديه الحق في الحصول على راتب، لانه حصل على فترة تدريب قصيرة فقط. وذكر المدير ان بيئة العمل كانت جيدة وانه لم تكن هناك تهديدات بالقتل.