كان بشير، عامل اللحام البالغ من العمر 25 عامًا، حديث الزواج وسعيدًا عندما لقي حتفه في حادثة المصعد المأساوية في سوندبيبيرج – Sundbyberg.
وبعد مرور خمسة أشهر، لم تتمكن بعد زوجته الأرملة من الحصول على أمواله التي تركها خلفه. فالبنك يُصر على التبرع بها، بينما تتراكم الفواتير غير المسددة، مُشكّلةً جبلًا من الديون.
تقول إليزابيت روندكفيست، التي اعتبرت بشير ابنًا لها، وهي تتحدث عن حفل زفافه: “كان سعيدًا للغاية، لم أره سعيدًا هكذا من قبل. كان وجهه مُشرقًا يومها”.
وقد وصل بشير إلى السويد كلاجئ غير مُصاحب من أفغانستان خلال موجة اللجوء الكبيرة في عام 2015. وبمرور الوقت، أصبحت إليزابيت روندكفيست داعمةً أساسيةً له.
تضيف روندكفيست: “كان يحلم بالحصول على الجنسية السويدية، وبإحضار زوجته الأفغانية إلى السويد. لكن الأقدار شاءت غير ذلك”.
في يومٍ مُشؤوم من شهر ديسمبر، وقبل أسبوعين فقط من عيد الميلاد، دخل بشير، الذي كان يعمل عامل لحام في موقع بناء في سوندبيبيرج، إلى مصعد البناء الذي سقط فجأة من ارتفاع 20 مترًا نحو الأرض.
ولم ينجُ هو ولا عمال البناء الأربعة الذين كانوا يُرافقونه من هذه الحادثة المُروّعة.
وبعد خمسة أشهر من وفاة بشير، يتزايد الإحباط لدى أقاربه في السويد وعائلته في أفغانستان.
تتابع روندكفيست: “أفتقد هذا الشاب بشدة، لكنّ الأمر الذي يُزيد الحزن هو العمل الذي اضطررنا للقيام به خلال الأشهر القليلة الماضية لنقل بشير إلى مثواه الأخير. إنّ الموقف الذي نمرّ به الآن غريبٌ للغاية”.
لا تزال تركة بشير قيد التصفية، وأصوله المالية – آخر راتب تلقّاه، والتبرعات للجنازة، وأموال التأمين – مُجمّدة في البنك لأن الزواج لم يتم تسجيله رسميًا.
تُوضِّح روندكفيست: “لقد وقعنا في فخ بيروقراطي، وننفق الأموال على المحامين بدلاً من مساعدة عائلته التي كان ينفق عليها من السويد. وفي نفس الوقت، وعلى الرغم من وفاته، يستمرّ دينُه بالازدياد”.
تتكون الديون من تكاليف الجنازة، وفواتير الهاتف المحمول غير المُسدّدة، وإشعارات الدفع.
وتُكافح روندكفيست، التي تعمل أمين مكتبة في المكتبة الوطنية في ستوكهولم، من أجل الحصول على إرث بشير لعائلته في أفغانستان، والتي كان ينفق عليها كل ما يتبقى من راتبه بعد دفع فواتيره.
وتواجه صعوبة في ذلك بسبب عدم وجود أقارب مُسجلين لبشير في السويد، إضافةً إلى إصرار البنك على التبرع بأمواله إلى صندوق الميراث العام بدلاً من تسليمها لعائلته.
وتُشير روندكفيست إلى أنّ إجراءات التوثيق التي تطلبها السلطات السويدية تُعرض عائلة بشير للخطر في أفغانستان كونهم مُطاردين من طالبان.
وتناشد روندكفيست رئيس الوزراء أولف كريسترسون بالتدخل لحلّ هذه المشكلة، قائلةً: “أرجوكم ساعدوني في فعل الصواب! هل يدرك أولف كريسترسون الموقف الذي أمرّ به أنا وعائلة بشير؟ لقد حاولت بذل قصارى جهدي لحلّ هذه المشكلة، لكنّ كلّ ما أجده هو المزيد والمزيد من القواعد البيروقراطية”.
وتختتم روندكفيست كلامها قائلةً: “أشعر بالعجز والسخط. متى تُقضى ديون بشير حتى يعيش في الآخرة بسلام، ومتى سنحظى بفرصة للحزن عليه بهدوء؟”
المصدر: expressen