نشرت صحيفة إكسبريسن السويدية مقالًا للبرلماني السويدي من أصل فلسطيني جمال الحاج، أعرب فيه عن غضبه العميق من موقف الحكومة السويدية مما وصفه بـ”المذابح” التي تتعرض لها غزة، منتقدًا الصمت الرسمي وتقاعس الحكومة عن اتخاذ موقف حاسم في وجه ما اعتبره “فصلًا مظلمًا من التاريخ”.
“تاريخ أسود يُكتب أمام أعيننا”
وقال الحاج: “على مدار 18 شهرًا، ارتكبت إسرائيل حصارًا وتطهيرًا وإبادة منهجية ضد الفلسطينيين في غزة. ما يحدث اليوم يشير إلى هدف أكثر وحشية: تطهير عرقي شامل لفلسطين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وحقوق الإنسان.”
وأضاف أن هذه السياسة تمثل تدميرًا منهجيًا للحياة والمجتمع الفلسطيني، حيث يُترك المدنيون دون حماية أو فرص أو أمل في مستقبل.
“الإنسانية تموت في غزة”
وأعرب البرلماني عن صدمته من حجم الدمار والقتل الذي تشهده غزة، وكتب: “رأينا صحفيين يُقتلون، وأطقمًا طبية تُستهدف، وأجسادًا تتطاير أمتارًا بفعل القصف. هذه القنابل التي تم تزويد إسرائيل بها مؤخرًا من قبل الولايات المتحدة، حولت غزة إلى كابوس إنساني.”
واعتبر الحاج أن ما يجري ليس مجرد خلاف سياسي، بل مسألة حياة أو موت، وعدوان على حقوق الإنسان، حيث يعاني الناس للبقاء على قيد الحياة بينما العالم يشيح بنظره عنهم.
“صمت الحكومة عارٌ علينا جميعًا”
انتقد الحاج بشدة زيارة وزيرة الخارجية السويدية لإسرائيل في ظل هذه الظروف، قائلًا: “الحكومة لا تكتفي بعدم إدانة المذابح، بل تمنح شرعية دبلوماسية للقتل عبر تعزيز العلاقات مع إسرائيل. هذا يجعلها شريكة في الجريمة.”
وأضاف: “هذا الخنوع السياسي ليس فقط مرفوضًا أخلاقيًا، بل يُعد فضيحة وطنية.”
“أطفال غزة لهم نفس الحق في الحياة مثل أطفالنا”
شدّد الحاج على أن حقوق الفلسطينيين لا تقل أهمية عن حقوق الآخرين، قائلًا: “لا يهم إن كان الفلسطينيون من دين أو عرق أو جنسية مختلفة، فهم بشر مثلنا. لهم نفس الحق في الحياة والحرية والكرامة. لا يمكننا أن نقبل التضحية بهذه الأرواح البريئة دون أن نسأل أنفسنا: ما الذي يعرّفنا كبشر؟”
وطالب الحكومة بالكف عن الاكتفاء بـ”الأسف الخفيف أو التعليقات المترددة”، مشددًا على ضرورة اتخاذ موقف صارم ضد “نظام الفصل العنصري الإسرائيلي”، على حد وصفه.
دعوة إلى تحرك فوري
أطلق الحاج دعوة عاجلة إلى الحكومة السويدية قائلاً: “إذا لم تتحرك الحكومة الآن، وإذا استمرت في صمتها، فلن يدينها التاريخ فقط، بل سندين أنفسنا أيضًا. نحن الذين وقفنا مكتوفي الأيدي بينما يُقتل الأبرياء.”
واختتم مقاله برسالة مؤثرة: “يجب أن نتحرك الآن. ليس فقط من أجل غزة، بل من أجل ضميرنا، وإنسانيتنا، ومبادئنا الأساسية.”