في خطوة ملفتة للانتباه في مجال العمران الديني، بدأ أخيرًا بناء المسجد في منطقة Skärholmen ذات الغالبية المهاجرة، بعد سنوات من التأخير التي تجاوزت المدة المخطط لها بكثير. على الرغم من هذه التأخيرات، صدرت تطمينات للمسلمين في السويد بأن مشروع المسجد لن يشهد مصير قطعة الأرض المخصصة لبناء كنيسة في Bredäng، والتي بقيت دون استغلال كمجرد أنقاض.
من المفترض أن يكون المسجد، الذي كان يفترض إكماله قبل حوالي خمس سنوات خلف كنيسة Mikaeli على طريق Skärholmsvägen، قد انطلقت أعماله الإنشائية مؤخرًا.
وتقف الهيئة الإسلامية في Skärholmen وراء هذا المشروع الطموح، الذي يتوقع له أن يمتد على مساحة 2000 متر مربع موزعة على طابقين، متضمنًا غرفة للصلاة، وكافتيريا، بالإضافة إلى مساحات مخصصة للتعليم واللقاءات الاجتماعية.
وقد حصلت خطة البناء على الموافقة النهائية في مارس 2014، وكان من المتوقع الانتهاء من البناء في غضون خمس سنوات. يُعزى التأخير، حسب مكتب الاستصلاح، إلى تحديات التمويل التي تواجهها الهيئات الدينية مقارنةً بالشركات البنائية الخاصة، مما اضطر إلى تأجيل جمع الأموال اللازمة. كما اقتضت الضرورة تنفيذ البلدية لأعمال تحتية محيطة بالموقع ونقل الخطوط الأرضية.
لقد أثارت خطط البناء هذه بعض الجدل في المجتمع المحلي، خاصةً عندما تمت الإشارة إلى أن الهيئة الإسلامية في Skärholmen، المسؤولة عن المشروع، لها صلات بالحركة التركية Millî Görüş، IGMG. ومع ذلك، نفى Talha Okur، المسؤول الإعلامي للهيئة، وجود أي علاقة مباشرة بين الهيئة وIGMG أو أية جهة أخرى، مؤكدًا على استقلالية الهيئة واعتمادها على تبرعات الأفراد والشركات.
مكتب الاستصلاح يوضح أن التمويل لمشروع المسجد قد تم تأمينه بالفعل، مما يبدد أي مخاوف من تكرار سيناريو الإخفاق في Bredäng. المسجد، الذي يُخطط له أيضا”أن يتضمن 20 موقفًا للسيارات، يأتي هذا المشروع ليضيف بُعدًا جديدًا إلى المشهد العمراني والثقافي في Skärholmen. تم التخطيط لهذه المساحة لتكون مركزًا للعبادة والتجمع الاجتماعي والتعليمي، مما يعكس التزام المجتمع بتعزيز التنوع الثقافي والديني.
وبالنظر إلى أهمية الموقع من حيث الوصول إلى وسائل النقل العام، يُتوقع أن تكون مرافق الانتظار المخطط لها كافية لاستيعاب زوار المسجد، مما يشير إلى تخطيط مدروس يأخذ في الاعتبار احتياجات المصلين والمشاركين في الأنشطة المختلفة التي ستقام هناك.
وفي ضوء الجدل الذي أثير حول التمويل والجهات الداعمة للمشروع، يؤكد مكتب الاستصلاح أن التحقيقات التي أُجريت في وقت سابق لم تكشف عن أية مخالفات، وأن القرارات القانونية المتخذة سارية المفعول، مما يضمن استمرارية المشروع وفقًا للأطر التنظيمية والقانونية.
مع بدء الأعمال الإنشائية، تتطلع المجتمعات المحلية في Skärholmen إلى إضافة هذا الصرح الجديد، الذي من شأنه أن يسهم ليس فقط في تلبية الاحتياجات الروحية للمسلمين بل ويعزز أيضًا من روابط التفاهم والتعايش بين مختلف الثقافات في المنطقة.”
المصدر: mitti.se