SWED24: أصدر جهاز الأمن السويدي “سابو” تحذيراً جديداً من تصاعد انتشار مشاهد العنف الوحشي بين الأطفال والشباب، خاصة في بيئة الألعاب الإلكترونية، مشيراً إلى أن هذا المحتوى قد يسهم في تطرف بعضهم، وربما يدفعهم لاحقاً نحو تنفيذ أعمال إرهابية.
ويقول فريدريك هالستروم، الرئيس التنفيذي للعمليات في سابو: “يمكن أن يؤدي الأمر إلى أن يُقدم أحدهم في النهاية على عمل يمكن تصنيفه كجريمة إرهابية”.
وبحسب سابو، يتم تداول مشاهد تتضمن إعدامات وتعذيب وعنف شديد، غالباً بهدف الصدمة أو التسلية، وأحياناً كوسيلة لتعزيز أفكار إيديولوجية.
ويحذر هالستروم من خطورة تأثير هذه المواد على الشباب، قائلاً: “نتعامل باستمرار مع حالات لأطفال وشباب تعرضوا لمواد عنيفة بشكل مفرط، ما يؤدي إلى تطبيع العنف لديهم وتقليل حساسيتهم تجاهه”.
بيئة الألعاب الإلكترونية في دائرة الخطر
يسلط التقرير الضوء بشكل خاص على المنتديات والمجموعات في بيئة الألعاب الإلكترونية باعتبارها من أبرز المنصات التي يُنشر فيها هذا النوع من المحتوى، حيث يتعرض لها حتى الأطفال الصغار.
يقول هالستروم: “نشهد وجود أطفال في سن صغيرة جداً يتعرضون لهذا العنف، ما يؤدي إلى خفض الحواجز النفسية التي تحول دون استخدامهم للعنف”.
ويضيف أن هناك تحولاً مقلقاً في طبيعة الاهتمام لدى بعض الشباب: “لم تعد الدوافع الإيديولوجية أو الدينية هي الأساس دائماً. في كثير من الحالات، يبدو أن الافتتان بالعنف نفسه أصبح المحرك الرئيسي”.
خطر متزايد من التجنيد والتطرف
ويرى الأمن السويدي أن انتشار هذه المشاهد لا يقتصر على ترسيخ ثقافة العنف، بل قد يشكل أرضية خصبة للتجنيد والانزلاق نحو أعمال إرهابية.
يقول هالستروم: “هذا النوع من المحتوى يساهم في نزع الإنسانية عن الآخرين، ما يزيد من احتمال تنفيذ أعمال عنف متطرفة”.
وفي لقاء أجرته SVT مع طلاب من مدرسة غوستافسبيرغ الثانوية خارج ستوكهولم، أكد الشباب مشاهدتهم لمحتوى عنيف وصادم على هواتفهم.
تقول الطالبة أليشيا هولت (18 عاماً): “وصلني كل شيء، من صور لأشخاص يُذبحون أو يُطلق عليهم النار، إلى صور لأشخاص عراة وأسلحة مثل السكاكين والمسدسات. سمّه ما شئت، على الأرجح شاهدته”.
وتحذيرات سابو تأتي في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى رقابة أكبر على المنصات الإلكترونية وضرورة إشراك المدارس والعائلات في حماية الأطفال من هذا النوع من المحتوى الذي قد تكون تبعاته خطيرة على المدى البعيد.