ستوكهولم – في ظل التغيرات المناخية وعولمة النقل، يحذر العلماء في السويد من خطر انتشار أنواع جديدة من البعوض قادرة على حمل ونقل أمراض خطيرة مثل حمى الضنك والحمى الصفراء إلى الأراضي السويدية.
أندرس ليندستروم، الباحث في مجال البعوض بالمعهد الوطني للطب البيطري (SVA)، يشير في حديث لقناة TV4 السويدية، إلى أن الوضع قد يؤدي إلى تفشي هذه الأمراض في حال استقرار هذه الأنواع من البعوض في السويد.
منذ عام 2016، تم العثور على البعوض الحامل لفيروس الحمى الصفراء في السويد للمرة الأولى، ولكن دون أن يحمل الفيروس نفسه.
ويقول ليندستروم.”لكي يصبح البعوض ناقلاً للفيروس، يجب أن يلدغ طائرًا مصابًا بالفيروس. وبما أن هذه الطيور موجودة في أوروبا حيث ينتشر الفيروس، فمن المتوقع أن تظهر الحالات مستقبلاً”،
في عام 2023، اكتشف الباحثون البعوض الآسيوي النمري في سكونه وستوكهولم، وهو نوع ينقل فيروسات استوائية مثل حمى الضنك وتشيكونغونيا. ومع ذلك، لم تحمل العينات المكتشفة في السويد أي فيروس.
ليندستروم يشدد على أن التغيرات المناخية والعولمة تعتبر العوامل الرئيسية لانتشار هذه الأنواع من البعوض، حيث تساهم الشتاءات الأكثر دفئًا والأقصر في توسيع نطاق انتشار البعوض الحامل لفيروس الحمى الصفراء شمالًا، في حين تساعد النقل البري على انتشار الأنواع الغازية مثل البعوض النمري.
على الرغم من الخطر المتزايد للأمراض المنقولة بواسطة البعوض، يشير ليندستروم إلى أن الاستثمار في مراقبة ومنع انتشار هذه الأنواع من البعوض في السويد لا يزال محدودًا. “عندما نكتشف أنواعًا جديدة من البعوض، يكون ذلك عن طريق الصدفة ضمن مشاريع بحثية، ولكن لا توجد مراقبة منتظمة لهذه النواقل”، يضيف ليندستروم.
يأتي هذا التحذير في وقت يشهد فيه العالم تزايد القلق بشأن الأمراض المنقولة عبر البعوض، مما يطرح تحديات جديدة أمام الصحة العامة ويستدعي استجابة وطنية ودولية فعّالة للحد من انتشار هذه الأمراض.