أعلنت وكالة الغذاء السويدية عن نيتها إصدار إرشادات غذائية جديدة، تدعو من خلالها إلى تقليل استهلاك اللحوم الحمراء بشكل كبير، وتحديدها بما لا يزيد عن 350 جرامًا أسبوعيًا، وذلك بناءً على دراسات حديثة تربط بين استهلاك اللحوم الحمراء والإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل سرطان القولون والمستقيم وأمراض القلب.
وتشير الدراسات إلى أن اللحوم الحمراء، وخاصة اللحوم المعالجة مثل النقانق والبيكون، تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. هذه المخاطر تتزايد مع زيادة الكميات المستهلكة، حيث أن هناك علاقة طردية بين كمية اللحوم المتناولة وفرص الإصابة بالمرض.
وتوضح وكالة الغذاء أن حوالي 6,000 حالة إصابة بسرطان القولون والمستقيم تُسجل سنويًا في السويد، مع ارتفاع ملحوظ في عدد الحالات بين الأشخاص دون سن الخمسين.
ومن بين التوصيات الجديدة التي تقدمها الوكالة:
- تقليل استهلاك اللحوم الحمراء: ينصح الخبراء بتقليل استهلاك اللحوم الحمراء إلى 350 جرامًا في الأسبوع، مع التأكيد على ضرورة أن تكون اللحوم المعالجة جزءًا صغيرًا جدًا من هذه الكمية. اللحوم المعالجة ليست فقط غنية بالدهون المشبعة، بل تحتوي أيضًا على كميات كبيرة من الملح والمواد الحافظة، مما يرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب.
- زيادة استهلاك الفواكه والخضروات: إلى جانب تقليل اللحوم، تشجع الوكالة على زيادة استهلاك الفواكه والخضروات، خاصة البقوليات التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف والعناصر الغذائية الضرورية، مما يساهم في تحسين الصحة العامة وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة.
أهمية التطعيم ضد الفيروسات المرتبطة بالسرطان:
تشير الوكالة أيضًا إلى أهمية التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، خاصة أن هذا الفيروس يعتبر من الأسباب المؤدية إلى سرطان عنق الرحم، الذي يمكن الوقاية منه بشكل كبير من خلال التطعيم.
ورغم الجهود المستمرة لتطعيم الفتيات منذ عام 2010 والصبية منذ عام 2020، إلا أن هناك فجوة في التطعيم بين الأشخاص المولودين بين عامي 1994 و1999، والذين يُعرضون حاليًا لحملة تطعيم مجانية.
وتشير التقديرات إلى أن تبني نسبة أكبر من المجتمع للأنظمة الغذائية الصحية قد يسهم في منع حوالي 5,000 حالة وفاة سنويًا في السويد.
وأكدت أوسا بروغارد كوندي، أخصائية التغذية في وكالة الغذاء السويدية، أن “حتى التغييرات البسيطة في النظام الغذائي يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في تحسين الصحة العامة وتقليل معدلات الوفاة الناتجة عن الأمراض المزمنة”.