SWED 24: في تطور دراماتيكي، لقي سلوان موميكا، المعروف بإحراق المصحف، مصرعه داخل منزله في سودرتاليا، في جريمة وصفها خبراء بأنها لم تكن مفاجئة، بل كانت نتيجة تهديدات متراكمة، خاصة مع تداول معلومات عن وضع “ثمن” لاغتياله، لا سيما في العراق.
وفقًا للباحث في شؤون الصراعات العنيفة ماركو نيلسون، كان موميكا شخصية مستفزة أثارت الجدل على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما على تيك توك ومنصة X، حيث جمع الآلاف من المتابعين من مؤيدين ومعارضين. وعلى الرغم من أن معظم المسلمين لم يلتفتوا لاستفزازاته، إلا أن هناك فئة صغيرة من المتطرفين أرادت الانتقام منه ومعاقبته.
يقول نيسلون: “في العراق، بلده الأم، تم الإعلان عن مكافأة لمن يقتله”، مشيراً إلى أن اغتياله قد يكون ناتجاً عن تصفية حسابات بأبعاد أوسع من مجرد رد فعل فردي.
اغتيال منسّق أم انتقام عشوائي؟
بينما لا تزال دوافع الجريمة غير واضحة، يرى نيلسون أن هناك احتمالين رئيسيين: إما أن العملية تمّت بأوامر جهة خارجية، أو أنها نُفّذت على يد أفراد محليين أرادوا تحقيق مكاسب شخصية.
يضيف نيلسون: “هناك سوابق لاستخدام العصابات السويدية في عمليات عنف من قبل جهات أجنبية، وبالتالي لا يمكن استبعاد سيناريو مشابه هنا”.
من جهته، يشير الباحث في شؤون الإرهاب ماغنوس رانستورب إلى أن موميكا كان شخصية يصعب إخفاؤها، ما قد يكون قد سهل تعقّبه، سواء من قبل عصابات محلية أو جهات ذات إمكانيات استخباراتية.
“قد يكون الاغتيال نتيجة لخلافات محلية، أو أنه نُفّذ عبر تتبع إلكتروني متطور”، يوضح رانستورب، مؤكدًا أن كل السيناريوهات لا تزال مطروحة.
اغتيال موميكا.. رسالة تتجاوز السويد
بحسب رانستورب، فإن تداعيات اغتيال موميكا تتجاوز حدود السويد، حيث أثار مقتله ردود فعل واسعة، ليس فقط من المتطرفين الذين احتفلوا بمقتله، ولكن أيضاً من التيارات اليمينية التي اعتبرته دليلاً على أن انتقاد الإسلام قد يؤدي إلى الموت.
يقول رانستورب: “هذه الحادثة تبعث برسالة خطيرة: “هذا ما يمكن أن يحدث إذا انتقدت الإسلام”. وهذا يثير قلقاً واسعاً بشأن مستقبل حرية التعبير”.
بينما تواصل السلطات تحقيقاتها، يبقى اغتيال موميكا نقطة تحول في الجدل حول حرية التعبير والتوترات الدينية في السويد، وسط تساؤلات حول ما إذا كان الدافع وراء الجريمة محليًا أم أن هناك أيدٍ خارجية تقف وراء التنفيذ.