نشرت صحيفة “expressen” السويدية (انقر هنا لقراءة المقال بالسويدية)، تحقيقاً مطولاً اليوم عن شاب يدعى هاني بلال ماضي، 20 عاماً من مدينة أوربرو، وكيف انه وبعد ان لُقب بـ “الشاب النموذجي للعام” وحصل على مبلغ نصف مليون كرون مكافأة، يجلس الآن معتقلاً لدى الشرطة بتهمة مشاركته في أعمال شغب وإلقاء الحجارة على الشرطة، اثناء الاحتجاجات التي اندلعت ربيع العام الماضي، على قيام المتطرف الدنماركي/ السويدي راسموس بالودان بحرق المصحف.
وقالت الصحيفة إن الشاب حصل على لقب “الشاب النموذجي للعام” في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، وتلقى مبلغ نصف مليون كرون من مؤسسة Wallenbergsstiftelsen “للبحث في كيفية منع الجريمة”.
وشهدت مدينة أوربرو في شهر نيسان/ أبريل من العام الماضي 2022 أعمال شغب عنيفة ارتباطا بتواجد المتطرف اليميني راسموس في المدينة، وعلقت رئيسة الوزراء في حينه ماغدالينا أندرشون على تلك الحوادث في بيان مكتوب لوكالة الأنباء السويدية، قائلة: “أدين بأشد العبارات العنف الموجه ضد الشرطة والناس في أوربرو”، فيما قال قائد الشرطة في المنطقة بيتر كارلسون ان هذا انتهاك لسيادة القانون والنظام لدينا في السويد.
توزيع الزهور
وأوضحت الصحيفة أنه وبعد يومين من أعمال العنف المذكورة، تجمع أفراد من جمعية شباب محلية يُطلق عليها” For The People” في الحديقة التي وقعت فيها اعمال الشغب من أجل تنظيفها. وكان أحد الشباب المشاركين في ذلك، هاني بلال ماضي الذي يشغل أيضا رئيس مجلس إدارة الجمعية.
وقام ماضي مع زملاءه الشباب بتوزيع الزهور على ضباط الشرطة الذين تعرضوا للعنف.
وقال ماضي في حينه للصحيفة: ” أردنا نشر الحب ورد الجميل لسكان المنطقة”.
ووفقاً للصحيفة، حصل ماضي على مبلغ 500000 كرون في عام 2021 من مؤسسة Wallenbergstiftelsen للتحقيق في كيفية منع الجريمة.
وتعليقاً على ذلك، قال ماضي في حديث للتلفزيون السويدي SVT: “نريد ان يفهم المجتمع لماذا يختار هؤلاء الشباب ان يصبحوا مجرمين. سنبدأ الآن المشروع بأموال الجائزة التي حصلنا عليها”.
وحصل ماضي في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي على منحة دراسية بقيمة 15000 كرون في Fryshuset في ستوكهولم، بحسب ما ذكرته للصحيفة Nerikes Allehanda، بالإضافة الى اختياره كشاب العام المثالي.
وقال ماضي للصحيفة بعد حصوله على اللقب: “انها كبيرة جداً في الواقع، لم أكن اعتقد مطلقاً انني سأحصل على هذه الجائزة”.
اعتقال
ووفقاً لصحيفة Nerikes Allehanda، فأن ماضي يعمل الآن في بلدية أوربرو ضمن مشروع ” Min karriär”، الذي يهدف الى مساعدة الشباب والمنخرطين في عالم الجريمة على العمل.
لكن ما حصل بعد ذلك أمر آخر، فبعد عطلة رأس السنة الجديدة، 2023 وتحديداً في 2 كانون الثاني/ يناير الجاري، صدر امر باعتقال ماضي غيابياً وبعد يومين اعتقلته الشرطة في منتصف الليل، ولا يزال رهن الاعتقال للاشتباه في قيامه بأعمال شغب جسيمة ضد الشرطة.
وقالت المدعية العامة هيلينا تريبرغ كلاسون، إن هناك الكثير من الأدلة التي تفحصها الشرطة بشكل مستمر، وعندما يتم التعرف على الأشخاص، نحصل على مشتبه بهم جدد.
وأكدت انه تم رؤية هاني بلال ماضي في أحد مقاطع فيديو المراقبة التابعة للشرطة وهو يرشق الشرطة بالحجارة.
وذكرت المدعية العام، أن ماضي ينفي ان يكون هو الذي شوهد في الفيديو، لكنني أرى انه هو.
ولم يعلق اندرياس هان محامي ماضي غير ان موكله ينفي قيامه بذلك ويقول ليس لديه أي تعليقات أخرى.
جدير ذكره، ان اعمال الشغب التي شهدتها اوربرو في العام الماضي أدت الى اعتقال 32 شخصاً، وحتى الآن أدين 19 منهم بتهمة التخريب الجسيم ضد الشرطة وجرائم أخرى. 15 من المدانين هم رجال بالغين حكم عليهم جميعاً بأحكام سجن مختلفة تصل لسنوات عدة، فيما كان أربعة منهم دون سن 18 عاماً عندما ارتكبوا تلك الاعمال وحصلوا على أحكام في اصلاحيات الشباب المدانين.