SWED24: تشهد الجامعات السويدية ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات انسحاب الطلاب من بعض التخصصات الأساسية، حيث يترك ما يقرب من نصف الطلاب دراستهم قبل التخرج، وغالباً دون تقديم أي إخطار رسمي. هذه الظاهرة، التي تؤثر بشكل مباشر على تمويل الجامعات وتؤدي إلى خسائر مالية للطلاب ودافعي الضرائب، دفعت مكتب التدقيق الوطني السويدي (Riksrevisionen) إلى المطالبة بفرض إلزام على الطلاب بإبلاغ المؤسسات التعليمية عند انسحابهم.
تشير البيانات إلى أن معدلات التسرب الجامعي مرتفعة بشكل خاص في بعض البرامج الدراسية ذات الأهمية الحيوية، حيث لا يكمل نصف الطلاب تقريباً دراستهم في تخصصات الهندسة، في حين تصل نسبة الانسحاب في برامج إعداد المعلمين إلى 39 بالمائة، أما في كليات التمريض، فيغادر 26 بالمائة من الطلاب مقاعدهم الدراسية قبل التخرج.
وفقًا لآن-ماري سكوربين، مديرة التدقيق في Riksrevisionen، فإن انسحاب الطلاب دون إبلاغ الجامعات يتسبب في خسائر متعددة، حيث تخسر المؤسسات التعليمية جزءًا من تمويلها، كما يواجه الطلاب الذين ينسحبون صعوبات مالية بسبب القروض الدراسية، ما يضيف عبئًا إضافياً على دافعي الضرائب.
الأسباب الرئيسية وراء التسرب الجامعي
تشير الدراسة إلى أن هناك عاملين رئيسيين وراء هذه الظاهرة، الأول هو ضعف التحصيل في الرياضيات واللغة السويدية، ما يجعل متابعة الدراسة الجامعية تحدياً كبيراً للطلاب. أما العامل الثاني، فهو سوء اختيار التخصص، حيث يكتشف العديد من الطلاب في وقت متأخر أن المجال الذي اختاروه لا يناسبهم.
وللحد من هذه الظاهرة، أوصى مكتب التدقيق الوطني بتعزيز الإرشاد الأكاديمي لمساعدة الطلاب على اتخاذ قرارات تعليمية أفضل، بالإضافة إلى معالجة مشكلة “التقديرات المتساهلة” في المدارس الثانوية، والتي تؤهل طلاباً غير مستعدين لمتطلبات الجامعة.
إجراءات مطروحة لمعالجة المشكلة
رغم اقتراح بعض الجهات رفع معايير القبول الجامعي، خاصة في برامج إعداد المعلمين، إلا أن التقرير يحذر من أن ذلك قد يؤدي إلى تقليص أعداد الطلاب المقبولين، وبالتالي تقليل عدد الخريجين المؤهلين لسوق العمل، ما قد يفاقم مشكلات نقص الكفاءات في بعض القطاعات الحيوية.
ولمواجهة هذه التحديات، يدعو مكتب التدقيق الوطني إلى إلزام الطلاب بإبلاغ الجامعات رسميًا عند انسحابهم، مع توضيح الأسباب، ما سيمكن المؤسسات الأكاديمية من اتخاذ تدابير وقائية ودعم الطلاب في مراحل مبكرة من دراستهم، بهدف تقليل معدلات التسرب وتحسين جودة التعليم الجامعي في السويد.