SWED 24: على الرغم من انخفاض معدلات الانتحار في معظم الفئات العمرية في السويد، فإن الأرقام بين الشباب لا تزال مرتفعة بشكل مقلق.
ومن بين هذه الحالات المأساوية، قصة راسموس، الشاب البالغ من العمر 24 عامًا من أوربرو، الذي أنهى حياته قبل 13 عامًا، تاركًا وراءه والدته كيرستين جيردين مان، التي تحولت مأساتها إلى دعوة للعمل على منع المزيد من الوفيات.
تتذكر كيرستين الأيام التي سبقت رحيل ابنها، حيث كانت تربطهما علاقة وثيقة للغاية، قائلة: “كان يتصل بي يوميًا. ثم بين ليلة وضحاها، اختفى كل شيء. الموت المفاجئ يدمر حياتك بالكامل. إنه شعور لا يمكن استيعابه”.
راسموس، الذي كان يعمل كسائق آليات ثقيلة في البلدية، عانى من أرق شديد بعد انتحار أعز أصدقائه. استمر في تناول أدوية منومة وُصفت له لمدة عام، لكن آثارها الجانبية، التي تضمنت ميولًا انتحارية، أدت إلى تسجيل الحادثة ضمن نظام “ليكس ماريا” واتخاذ تدابير لتفادي تكرارها في المستقبل.
ذكريات لا تُنسى
في منزلها، تحتفظ كيرستين بكل مقتنيات راسموس، من ملابسه الأولى كطفل إلى رسوماته.
تقول كيرستين: “كل شيء يخصه يعني لي الحياة. إنها الطريقة الوحيدة التي أشعر بها أنه ما زال معي”.
بعد وفاة ابنها، انضمت كيرستين إلى مجموعة دعم للآباء الذين فقدوا أبناءهم بسبب الانتحار. كما أصبحت ناشطة في منظمة Suicide Zero، التي تهدف إلى تقليل معدلات الانتحار في السويد.
تتابع كيرستين، قائلة: “أحيانًا لا تكون الكلمات كافية. مجرد وجودك بجانب شخص يعاني يمكن أن يصنع فارقًا”.
مطالب بجهود وقائية أكبر
تدعو كيرستين إلى تعزيز الجهود الوقائية لمواجهة الانتحار بين الشباب، مشيرة إلى نقص المرافق التي تقدم الدعم الفوري.
وتقول: “نحتاج إلى استثمارات أكبر في مراكز توفر الرعاية بشكل مباشر. الشباب بحاجة إلى مكان يلجؤون إليه عند شعورهم بالأزمة.”
غيرت مأساة فقدان راسموس نظرة كيرستين إلى الحياة.
توضح كيرستين، قائلة: “توقفت عن تأجيل الأشياء. أدركت أن الحياة تحدث الآن، وكل شيء يمكن أن يتغير في لحظة”.
مع اعتماد الحكومة السويدية مؤخرًا استراتيجية وطنية تهدف إلى تقليل حالات الانتحار، تأمل كيرستين أن تكون هذه الخطوة بداية لحماية الشباب من مواجهة نفس المصير الذي واجهه ابنها. قصتها هي تذكير مؤلم بأن كل حياة تستحق الحماية، وكل لحظة تدخل قد تنقذ روحاً.