SWED24: شهدت أوروبا تضاعفاً في عدد حالات الحصبة خلال عام 2024 مقارنة بالعام السابق، حيث تم تسجيل أكثر من 120 ألف إصابة، وهو أعلى معدل منذ 25 عاماً، وفقاً لتحليل صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية (WHO).
نحو نصف المصابين أطفال دون سن الخامسة، مما يعكس خطورة الوضع على الفئات الأكثر ضعفاً.
وشهدت حالات الحصبة في أوروبا انخفاضاً مطرداً منذ عام 1997، حيث تم الإبلاغ عن 216 ألف إصابة في ذلك العام، بينما وصلت إلى أدنى مستوياتها في عام 2016، مع 4,440 إصابة فقط.
لكن الارتفاع بدأ مجدداً في 2018 و2019، ليصل إلى ذروته في 2024، حيث تم تسجيل 127,350 إصابة في 53 دولة عبر أوروبا وآسيا الوسطى، وهو ضعف العدد المسجل في 2023، وأعلى معدل منذ 1997.
تقول بيرنيلا بارالت، الأمينة العامة لمنظمة اليونيسف في السويد: “الوضع خطير جداً، فهذا أعلى عدد من الحالات في 25 عاماً”.
تراجع في معدلات التطعيم
أحد العوامل الرئيسية وراء هذا الارتفاع هو التراجع في معدلات التطعيم، إذ أشارت منظمة الصحة العالمية واليونيسف إلى أن جائحة كورونا تسببت في تعطيل برامج التطعيم الروتينية للأطفال في العديد من البلدان.
تضيف بارالت، قائلة: “لكن المشكلة لم تبدأ فقط مع الجائحة، بل كانت هناك بلدان لم تتمكن من تأمين التطعيم لجميع الفئات السكانية حتى قبل ذلك”.
في عام 2023، لم يحصل 500 ألف طفل في أوروبا وآسيا الوسطى على الجرعة الأولى من لقاح الحصبة، كما تراجعت نسبة التطعيم الإجمالية في معظم دول المنطقة إلى أقل من 95 بالمائة، وهي النسبة المطلوبة لتحقيق مناعة القطيع ضد المرض.
الدول الأكثر تضرراً
سجلت رومانيا أكبر عدد من حالات الحصبة في عام 2024 بـ 30,692 إصابة، تليها كازاخستان بـ 28,147 حالة.
أما في السويد، فقد تم تسجيل 37 حالة، وهو أعلى معدل في البلاد منذ سنوات، وفقًا لإحصاءات هيئة الصحة العامة السويدية. وغالبًا ما تكون الحالات المسجلة مرتبطة بأشخاص سافروا إلى الخارج وعادوا حاملين للعدوى.
تؤكد بارالت، قائلة: “لا يوجد بلد يمكن أن يكون في مأمن تام من الحصبة. لا بد من مواصلة حملات التوعية حول أهمية التطعيم، والتأكد من أن جميع الفئات المجتمعية تصلها اللقاحات”.
تينا كرافورد، المسؤولة عن برامج التطعيم في هيئة الصحة العامة السويدية، تعترف بأن الأرقام العالمية مقلقة لكنها تطمئن إلى أن الوضع في السويد مستقر نسبياً.
توضح كرافورد، قائلة: “نحن نحافظ على مستويات ثابتة من التطعيم على مر السنين، لذلك لا يوجد داعٍ للذعر حاليًا”.
التضليل الإعلامي يزيد من التحديات
إلى جانب تداعيات الجائحة، يشير التقرير إلى أن تزايد الشكوك حول اللقاحات وانتشار المعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من الأسباب الرئيسية لانخفاض معدلات التطعيم في بعض المجتمعات.
تقول بيرنيلا بارالت من اليونيسف السويد: “هناك عمل ضخم يتعين علينا وعلى غيرنا القيام به، وهو إيصال الحقائق العلمية وسط بحر من المعلومات الخاطئة والآراء غير المستندة إلى أدلة”.