نشر التلفزيون السويدي (SVT) صباح اليوم الأحد تقريراً موسعاً، تضمن لقاءاً مع المحامي والباحث السياسي الزميل إيهاب عبد ربه، حول صور قيصر التي شكلت دليلاً حاسماً على جرائم نظام بشار الأسد، حيث كشف التقرير للمرة الأولى عن دور إيهاب، المقيم في مدينة نورشوبينغ السويدية، في العملية الخطيرة لتهريب الصور إلى الخارج.
صور قيصر: توثيق منهجي لجرائم النظام السوري
عمل المصور العسكري المعروف بالاسم المستعار “قيصر” بين عامي 2011 و2013 على توثيق جرائم التعذيب في سجون النظام السوري. قام قيصر بتصوير 55,000 صورة توثق موت حوالي 11,000 معتقل، أغلبهم من الشباب، الذين قتلوا بين مارس 2011 وأغسطس 2012.
كانت الصور تبرز ضحايا يعانون من الجوع والتشويه، مما قدم أدلة دامغة على التعذيب والقتل الممنهج الذي مارسته حكومة الأسد ضد المعارضين.
دور إيهاب عبد ربو في تهريب الصور
في حديثه مع التلفزيون السويدي SVT، كشف المحامي إيهاب عبد ربه عن تفاصيل دوره في تهريب الصور إلى خارج سوريا، وهي قصة اضطر إلى كتمانها لأكثر من عشر سنوات خوفاً على حياته وحياة عائلته. ووصف عبد ربه العملية بأنها “بالغة الخطورة” وشملت نقل الصور، الكاميرا، وعائلة قيصر نفسها إلى الأردن.
وقال إيهاب: “لو علم النظام بمشاركتي في هذه العملية، لكانت عائلتي أيضاً في خطر كبير”.
صور قيصر كدليل عالمي
عُرضت الصور لأول مرة أمام الأمم المتحدة والكونغرس الأمريكي قبل أكثر من عشر سنوات، حيث أثارت صدمة عالمية وفرضت عقوبات صارمة على نظام الأسد. كانت الصور أساساً لفرض “قانون قيصر” عام 2015، الذي شكل أقسى عقوبات فرضتها الولايات المتحدة ضد النظام السوري.
الأمل في سوريا الجديدة
مع سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، عادت صور قيصر إلى دائرة الضوء من جديد، حيث أثارت اهتماماً عالميّاً وأعادت تسليط الضوء على المفقودين في سوريا.
وكشف إيهاب للتلفزيون السويدي إنه: “تلقى أكثر من 20,000 رسالة من عائلات تسأل عن أحبائها الذين فقدوا في سجون النظام”.
وأضاف أنه يرى الآن فرصة للحديث بحرية عن دوره في هذه العملية الخطيرة، معبرا عن أمله في العودة إلى دمشق يوما ما لرؤية عائلته والمساهمة في بناء سوريا الجديدة.
وعرض التلفزيون السويدي مشاهد مؤثرة لإيهاب أثناء مكالمة فيديو مع والده في سوريا، الذي لم يلتق به منذ سنوات طويلة. وخلال المكالمة، بدا والد إيهاب متأثراً بشدة وغارقاً في البكاء، معبراً عن شوقه وفرحته بقرب لقائه بابنه“.
وقال إيهاب: أعتقد أن أسعد يوم في حياتي كان يوم ولادة ابنتي ميلينا، لكن عندما سقط النظام، شعرت بفرح أكبر من فرحتي بقدوم ميلينا.
خاتمة
يُعد تقرير التلفزيون السويدي تسليطاً مهماً للغاية على أحد أكبر الجرائم في العصر الحديث، ودور الأفراد الشجعان مثل المحامي والباحث السياسي إيهاب عبد ربه في كشف الحقيقة للعالم، مما يدعو إلى مواصلة العمل لتحقيق العدالة للضحايا والمفقودين.
وقريبا ستبث SWED 24 فيديو جديد بالعربية يتحدث فيه إيهاب بالتفصيل عن ذلك.