SWED24: كانت “إيزابيلا” (اسم مستعار)، شابة من كولومبيا، قد وصلت إلى السويد قبل فترة قصيرة، مدفوعة بشبكة اتجار بالبشر أجبرتها على بيع جسدها في شقق متعددة بمدينة يوتوبوري. لكنها لم تبقَ طويلاً، فقد انتهى بها المطاف محتجزة في مركز الترحيل، بانتظار إعادتها إلى وطنها، بينما المجرمون الحقيقيون، كما تقول لا يزالون أحراراً.
تقول إيزابيلا: “أنا من يجب أن يُحمى، لا أن يُسجن. لقد أخذتني الشرطة، وليس الأشخاص الذين أجبروني على فعل ذلك.”
نشأت إيزابيلا في بيئة فقيرة، وتروي أن أحد أفراد الشبكة استدرجها عبر تقديم قرض صغير، لتبدأ بعدها رحلتها مع الاستغلال. طُلب منها السفر إلى دول أوروبية متعددة، حيث كانت تتنقل من بلد إلى آخر، ومنها هولندا وإسبانيا، وأخيراً السويد، حيث تم حجز تذكرتها ومكان إقامتها من قِبل الشبكة نفسها.
تقول إيزابيلا: “كان لديهم تعليمات واضحة: إذا أتت الشرطة، يجب أن أقول إنني أعمل لحسابي الخاص”.
وتوضح أيضاً أنها ما زالت مَدينة للشبكة بأكثر من 4000 يورو، وتخشى على عائلتها في حال تقاعست عن الدفع، إذ هُدّدت بشكل صريح، أن “العقوبة قد تطال أهلها”.
الشرطة السويدية ألقت القبض عليها فقط
حين جاءت الشرطة، لم يكن الهدف كشف الشبكة ولا إنقاذها كما تقول، بل كانت هي من تم اقتيادها إلى الحجز. رغم أنها أبرزت تذكرتها المحجوزة للمغادرة من السويد.
تؤكد إيزابيلا أن عناصر الشرطة لم يصغوا لها، وكان حاجز اللغة عقبة كبيرة أمام التواصل.
وتشرح، قائلة: “لم يسألني أحد إذا ما كنت ضحية اتجار بالبشر. سألوني فقط عن إدارتي لإعلانات المرافقة. كنت خائفة، فقلت نعم، إنني أعمل عبر وكالة دعارة”.
إيزابيلا تعتقد أن الشرطة كان بإمكانها فعل المزيد، لكنها الآن لا تثق بهم.
وتقول: “كان عليهم خلق بيئة آمنة لأتحدث عن الأشخاص الحقيقيين الذين يقفون وراء هذا. بدلاً من ذلك، عاملوني كمجرمة”.
تحدثت إيزابيلا من داخل مركز الترحيل عن ظروف الاحتجاز القاسية: أربع نساء في غرفة صغيرة وباردة، حيث يبكي الناس، وتحدث محاولات انتحار، وتختفي نساء فجأة دون تفسير.
تقول: “في أحد الأيام، حاولت امرأة الانتحار. نحن نُعامل كأننا مجرمات، بينما نحن في الواقع ضحايا”.
بعد أيام من حديثها، حاول فريق الصحيفة الاتصال بإيزابيلا مجدداً، لكن تلقى خبراً بأنه تم ترحيلها خارج السويد، فيما مكان تواجدها الحالي غير معروف.