في افتتاحية لافتة قبل ساعات من حلول العام الجديد، صحيفة “expressen” تسلط الضوء على التهديدات الروسية في بحر البلطيق وتثني على النهج الفنلندي الحازم
في مقال افتتاحي نشرته صحيفة “إكسبريسن” السويدية، أكدت الصحيفة على خطورة التهديدات التي تواجه دول بحر البلطيق جراء “الحرب الهجينة” التي تشنها روسيا. المقال، الذي يحمل دلالات كبيرة بنشره قبيل حلول العام الجديد، شدد على أن الهجمات الروسية على البنية التحتية الحيوية مثل كابلات الاتصالات وخطوط الغاز والكهرباء تشكل تهديدًا وجوديًا لدول الغرب.
وأشادت الصحيفة بما وصفته بـ”الواقعية الفنلندية” في التعامل مع هذه التهديدات. وكتبت “إكسبريسن” أن فنلندا، بعكس العديد من الدول الغربية الأخرى، أظهرت حزمًا واستعدادًا عمليًا عبر التحرك السريع لمواجهة الأفعال العدائية الروسية. وأشارت إلى حادثة تفجير كابل كهربائي مهم “إست لينك 2” الذي يربط بين فنلندا وإستونيا، وكيف دفعت تلك الواقعة السلطات الفنلندية إلى اتخاذ إجراءات غير مسبوقة، مثل إرسال قوات خاصة إلى سفينة “إيغل إس” المشتبه بتورطها في التخريب.
الخطر قائم والرد ضروري
الحرب القادمة لن تُعلن بخطابات رسمية؛ لقد بدأت بالفعل. وفنلندا تدرك هذا الواقع تماماً. إلى جانب السيطرة على السفن المشبوهة، بدأت باتخاذ خطوات لمواجهة تدفق المهاجرين المُصطنع من روسيا وتدرس نشر ألغام بشرية على حدودها.
وذكرت الصحيفة أن هذا التحرك الفنلندي السريع قد يؤدي إلى محاكمة أفراد الطاقم واحتجاز السفينة، وهو ما يمكن أن يرفع تكلفة مثل هذه الهجمات بالنسبة للكرملين ويجعل من الصعب عليه العثور على أطراف مستعدة لتنفيذ أعمال التخريب في المستقبل.
مقارنة بين الاستجابتين السويدية والفنلندية
في المقابل، انتقد المقال استجابة السويد الباهتة تجاه حادثة تفجير كابلات الاتصالات في بحر البلطيق، والتي يُعتقد أن السفينة الصينية “يي بنغ 3” ضالعة فيها. ووصفت الصحيفة الإجراءات السويدية بـ”غير الحازمة”، حيث أُجري التفتيش على السفينة الصينية بدعوة من ممثليها وليس بقرار سويدي حازم.
وأكدت “إكسبريسن” على أهمية الدفاع عن البنية التحتية الحيوية التي تُعتبر الشريان الأساسي الذي يُبقي المجتمعات الغربية قيد التشغيل. وشبّهت الصحيفة هذه الهجمات بـ”حرب الغواصات” التي شنتها ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، معتبرة أن التهديدات الحالية لا تقل خطورة.
دعوة لتبني النهج الفنلندي
وفي ختام المقال، دعت الصحيفة السويدية إلى محاكاة النهج الفنلندي في التصدي للتهديدات الروسية. وشددت على ضرورة أن تتحلى السويد، كجزء من تحالف الناتو، بالواقعية والاستعداد العملي للتعامل مع التصعيد الروسي، سواء عبر حماية الحدود أو التصدي للتخريب الإلكتروني.
رسالة معبرة قبل العام الجديد
المقال الافتتاحي لـ”إكسبريسن” يُعد دعوة للتأمل العميق في طبيعة التحديات التي يواجهها العالم الغربي مع دخول عام جديد، حيث يبرز أهمية العمل الجماعي والحزم في مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة، مع الإشادة بالنهج الفنلندي كقدوة يُحتذى بها.
المصدر: صحيفة “expressen”