SWED24: نشرت صحيفة “إكسبرسن”، اليوم الأربعاء، مقالاً للكاتب السويدي ماتس لارسون، وصف فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنه بتصرف كرئيس مافيا.
وقال لارسون في مقاله: “في النهاية، اضطر فولوديمير زيلينسكي إلى القبول بالاتفاق المتعلق بالمعادن. عرضٌ لم يكن بإمكانه رفضه. مشهد أشبه بالجزء الرابع من فيلم “العراب”.
“It takes one to know one”، يقول الأمريكيون، أي أن الشخص يمكنه التعرف على شبيهه بسهولة. ربما كان هذا هو السبب وراء تصريح سالفاتوري غرافانو، أحد كبار أعضاء عائلات المافيا في نيويورك سابقاً، عندما أعلن دعمه لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قائلاً: “إنه رجل عصابات، ونحن بحاجة إلى رجل عصابات”.
وأضاف لارسون، قائلاً: لم يكن هذا التصريح فريداً من نوعه، إذ تمت مقارنة ترامب مراراً بزعماء المافيا. حتى جيمس كومي، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) والذي أقاله ترامب عام 2018، كتب في كتابه عن تجربته مع الرئيس الأمريكي السابق: “تذكرت خلال لقاءاتي معه عملي كمدعٍ عام ضد المافيا. دائرة الصمت من حوله، السيطرة المطلقة للزعيم، قسم الولاء، الأكاذيب التي تشمل كل شيء”.
واليوم، تعود هذه التشبيهات إلى الواجهة مجددًا، مع سلوك ترامب تجاه أوكرانيا وزيلينسكي، في سياق الاتفاق حول حقوق استغلال المعادن الأوكرانية. مجلة “ذي إيكونوميست” عنونت إحدى مقالاتها:
“ترامب يقدم لأوكرانيا عرضًا لا يمكنها رفضه”، في إشارة مباشرة إلى المشهد الأيقوني في “العراب” حيث يُجبر أحد الشخصيات على قبول صفقة قسرية.
أما توماس فريدمان، المعلق السياسي في صحيفة “نيويورك تايمز”، فقد تساءل في مقال تحليلي: “هل أصبح لدينا رئيس أمريكي مجرد دمية في يد بوتين، أم أنه زعيم مافيا؟”
وذهب أبعد من ذلك في توصيف المشهد الدولي الحالي، مشيرًا إلى أن ترامب وبوتين يتصرفان كما لو أنهما يتقاسمان مناطق النفوذ على طريقة عائلات المافيا: “سآخذ غرينلاند، وأنت تحصل على القرم. سأسيطر على بنما، وأنت تحصل على نفط القطب الشمالي. ونتقاسم المعادن النادرة في أوكرانيا. هذا عادل”.
التقارير التي خرجت من كواليس المفاوضات بين واشنطن وكييف حول حقوق استخراج المعادن تبدو كما لو كانت مقتبسة من فيلم “العراب”. وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، قام وزير المالية الأمريكي سكوت بيسنت بتقديم “عرض لا يمكن رفضه” للرئيس الأوكراني، قائلاً له بلهجة حاسمة: “عليك التوقيع على هذا الاتفاق”.
بل إن بيسنت حذر زيلينسكي من أن هناك شخصيات نافذة في واشنطن ستغضب بشدة إن لم يوافق على العرض. مشهد يذكرنا بأحد أشهر مشاهد “العراب”، حين يُجبر توم هاغن، مستشار العائلة (الذي لعب دوره روبرت دوفال) أحد المخرجين على قبول ممثل معين، وعندما يرفض، يستيقظ ليجد رأس حصان مقطوع في سريره.
ترامب يصعّد الضغط على زيلينسكي
في الواقع، زيلينسكي لم يستيقظ ليجد رأس حصان بجانبه، لكنه تلقى تهديدات من نوع آخر. عندما أبدى تردداً في قبول الاتفاق، صعّد ترامب الضغط عليه علنًا، وصفه بـ”الدكتاتور”، وزعم أن أوكرانيا هي التي بدأت الحرب وليس روسيا.
في النهاية، تم التوصل إلى اتفاق يبدو أقل ضررًا اقتصاديًا على أوكرانيا من العرض الأول الذي قدمته الولايات المتحدة. ربما كانت هذه “التسوية” بمثابة عزاء لزيلينسكي، خاصة وأنه هو نفسه كان قد اقترح في الخريف الماضي السماح للولايات المتحدة بالوصول إلى الموارد الأوكرانية النادرة كوسيلة لجذب دعم واشنطن.
لكنه كان يأمل في الحصول على ضمانات أمنية مقابل ذلك. ورغم أن هذه الضمانات لم تكن واضحة بالكامل، إلا أن رئيس الوزراء الأوكراني أكد أن الاتفاق يتضمن بالفعل بعض الضمانات الأمنية.
من المنتظر أن يلتقي زيلينسكي وترامب يوم الجمعة المقبل لتوقيع الاتفاق رسميًا. في هذه الأثناء، يواصل قادة أوروبا محاولاتهم للتأثير على موقف ترامب.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فشل في تحقيق تقدم كبير خلال لقائه مع ترامب، بينما يستعد زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر لزيارة واشنطن الخميس للقيام بمحاولة مماثلة.
ماكرون تمكن من انتزاع تصريح من ترامب بأن بوتين لا يعارض نشر قوات أوروبية للإشراف على اتفاق سلام، لكن هذا التصريح لم يصمد سوى ساعات قبل أن ينفيه ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، والذي يُوصف بأنه “المستشار الرئيسي لزعيم المافيا في موسكو”.