SWED24: نشر الكاتب السويدي، فيكتور بارث كرون في صحيفة “إكسبرسن”، مقالاً اليوم الأربعاء، تحدث فيه عن إفلاس شركة نورثفولت للبطاريات، واصفاً ذلك بـ “الكارثة السياسية” التي من شأنها ان تهز الثقة في الاستثمارات السويدية.
وكتب كرون، قائلاً: “يمكن للعالم أن يرى أن المستقبل موجود في شلفتيو”، هكذا صرح رئيس الوزراء السابق ستيفان لوفين خلال زيارته للمدينة في خريف عام 2021. لكن ما حدث لاحقاً لم يكن كما كان يتوقعه”.
وأوضح أن إعلان إفلاس نورثفولت، اليوم الأربعاء لم يكن مفاجئاً، بعد أشهر وسنوات من التقارير عن الأزمات التي تعصف بالشركة، لكنه يظل بمثابة كارثة على مستوى السياسات الصناعية في السويد.
ما كان يُنظر إليه على أنه “الجوهرة الصناعية” التي تركتها حكومات لوفين المتعاقبة، أصبح الآن مجرد فصل جديد في قائمة المفاجآت السياسية غير المتوقعة.
خسائر هائلة وضربة لمصداقية الاستثمار في السويد
رغم أن غالبية الاستثمارات التي ضاعت في انهيار نورثفولت كانت خاصة، فإن دافعي الضرائب السويديين لم يخرجوا سالمين من هذه الكارثة. فقد خسر نظام التقاعد السويدي 5.8 مليار كرونة من أموال المعاشات التي استُثمرت في المشروع، والتي تبخرت تماماً مع إعلان الإفلاس.
لكن الأضرار المالية ليست هي الأخطر، فالضربة الأكبر تكمن في تآكل الثقة في الاستثمارات الكبرى داخل السويد. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: من سيجرؤ على الاستثمار في مشاريع طموحة في المستقبل بعد هذا الفشل الذريع؟
انعكاسات سياسية – مستقبل غير واضح للخطط البيئية
بالنسبة إلى رئيسة الوزراء السابقة ماغدالينا أندرسون، فإن فشل مشروع نورثفولت يمثل أزمة سياسية حقيقية. فقد كانت الصناعة الخضراء في شمال السويد هي القلب النابض للمشروع اليساري الجديد، وكانت الرابطة التي تجمع بين اليسار البيئي وحزب الوسط والاشتراكيين الديمقراطيين المؤيدين للنمو الاقتصادي.
لكن الآن، وبعد هذا الانهيار، ما مدى صلابة هذه الرابطة السياسية؟ لا يبدو أن البطاريات ومصانعها ستكون جزءًا من الحملات الانتخابية لعام 2026، كما كان متوقعًا في السابق.
هل تتحقق نبوءة المشككين؟
أحزاب المعارضة، وخاصة حزب (SD)، لطالما كانت متشككة في مشروع نورثفولت. ومن المتوقع أن يكرروا اليوم عبارة “ألم نقل لكم؟”، لكن لا مجال لكثير من الاحتفال، إذ إن الحكومة الحالية أيضاً وضعت الكثير من رصيدها السياسي في هذا المشروع.
الأسئلة التي يطرحها هذا الإفلاس الضخم تطال جميع الأطراف التي تدّعي أنها قادرة على قيادة البلاد:
🔹 كيف يمكن للسويد الآن تجنب الاعتماد المتزايد على الصين في مجال التكنولوجيا والصناعة؟
🔹 إذا لم تكن صناعة البطاريات هي المستقبل، فما هي الصناعات التي ستقود ازدهار السويد في العقود القادمة؟
إفلاس نورثفولت ليس مجرد خسارة مالية، بل هو اختبار حقيقي لجدوى الاستثمارات الكبرى ومستقبل السياسة الصناعية في السويد.