SWED 24: في قضية أثارت جدلاً واسعاً حول استغلال نظام الرفاه الاجتماعي في السويد، قضت محكمة سودرتاليا بالسجن على ستة أفراد من عائلة واحدة، بينهم شرطي، ومحامٍ، وطيار، بتهمة الاحتيال والاستيلاء على ملايين الكرونات من أموال المساعدات الشخصية المخصصة لوالدهم المريض خلال الأعوام 2016 – 2020.
الحكم شمل أيضاً فصل بعض أفراد العائلة من وظائفهم المرموقة.
بدأت الشكوك بعد أن لاحظت موظفة في بلدية سودرتاليا تضارباً في كيفية تقديم أفراد العائلة، الذين يشغلون مناصب مرموقة، المساعدة المستمرة لوالدهم المصاب بعد جلطة دماغية، بينما يعيشون في أماكن بعيدة عن المدينة. التحقيقات، التي استمرت لعامين، كشفت أن العائلة استغلت النظام لتقديم تقارير مزورة عن رعاية الوالد، بينما كانوا منشغلين في وظائفهم أو في رحلات خارجية.
في آب/ أغسطس 2021، قامت الشرطة بمداهمة منزل العائلة بعد جمع أدلة من مراقبة سرية. تبين أن الأشقاء كانوا يقدمون تقارير كاذبة عن تقديم المساعدة لوالدهم، بينما كانوا في مواقع بعيدة، مثل الجبال أو خارج السويد.
الأحكام الصارمة
وحُكم على خمسة من الأبناء وزوج ابنة بالسجن لفترات تتراوح بين سنة ونصف وسنتين وتسعة أشهر. كما حُكم على الأم، التي قدمت بعض المساعدة فعلياً، بالسجن مع وقف التنفيذ وغرامة قدرها 38 ألف كرونة. وبرأت المحكمة الأب، الذي كان محور القضية.
وصف رئيس المحكمة، القاضي كلايس سودركفيست، الجريمة بأنها “تهديد ممنهج للنظام الاجتماعي”، مشيراً إلى أنها استهدفت نظام المساعدات الشخصية بشكل منهجي ومتعمد.
وأعلنت الشرطة أن الضابط المدان سيتم فصله من عمله، كما أكدت نقابة المحامين أن المحامي المدان سيتم شطبه من النقابة.
وقال المحقق يوهان ألارد:”أظهرت سجلات الهواتف أن أفراد العائلة كانوا في مواقع مختلفة تماماً عن المواقع التي زعموا وجودهم فيها أثناء تقديم المساعدة.”
وأضاف أن القضية تمثل “رمزاً” لنجاح الجهود الرامية لمكافحة الجرائم التي تهدد أنظمة الرفاه الاجتماعي في سودرتاليا.