SWED24: أعلن البنك المركزي السويدي (Riksbanken) اليوم عن إبقاء سعر الفائدة الأساسي عند 2.25 بالمائة دون تغيير، وهو ما كان متوقعاً على نطاق واسع من قبل الخبراء الاقتصاديين الذين يشيرون إلى أن مساحة خفض الفائدة في المستقبل باتت محدودة.
ووفقاً لرئيسة الخبراء الاقتصاديين في Nordea، أنيكا وينست، لم يكن مفاجئاً أن يقرر البنك عدم تغيير سعر الفائدة، مشيرة إلى أن البنك عادةً ما يُلمح مسبقاً قبل أي تعديل في السياسة النقدية. لكنها أكدت أن التضخم لا يزال يشكل مصدر قلق كبير للبنك المركزي.
تقول وينست:”البنك المركزي يريد توجيه تحذير إلى الأسواق، فهو قلق بشأن معدل التضخم الذي نشهده حالياً”.
التضخم والركود الاقتصادي يعرقلان أي تخفيض للفائدة
ولا تزال السويد تعاني من ركود اقتصادي، حيث شهدت البلاد ارتفاعاً في التضخم خلال شهري يناير وفبراير 2025. ووفقاً لأحدث بيانات مكتب الإحصاءات السويدي (SCB)، فإن معدل التضخم وفقاً لمؤشر KPIF بلغ 2.9 بالمائة، وهو أعلى من المعدل المستهدف البالغ 2 بالمائة سنوياً. كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 3.9 بالمائة خلال نفس الفترة.
هذا التطور جعل العديد من الخبراء يشيرون إلى أن البنك المركزي قد يتردد في خفض أسعار الفائدة قريبًا، حيث أن التضخم لا يزال أعلى من المتوقع، مما قد يؤثر على السياسة النقدية للفترة القادمة.
تحذير من احتمال رفع سعر الفائدة
منذ ذروة الفائدة في ايار/ مايو 2024، قام البنك المركزي السويدي بتخفيض سعر الفائدة بمقدار 1.75 نقطة مئوية، وكان هناك تفاؤل بإمكانية استمرار هذه التخفيضات خلال 2025.
لكن ألكسندر نورين، المعلق الاقتصادي في SVT، يرى أن التطورات العالمية قد حدّت من فرص خفض الفائدة، مشيراً إلى أن الظروف الاقتصادية الحالية تشير إلى استمرار الضغوط التضخمية، مما يجعل خفض الفائدة أمراً غير مضمون.
يقول نورين: “هناك عوامل جديدة تدفع نحو ارتفاع التضخم لم يكن أحد يتوقعها قبل أربعة أشهر”.
كما حذرت أنيكا وينست من أن هناك احتمالاً ضئيلاً لرفع الفائدة مجدداً بدلاً من خفضها، مضيفةً: “الأمر لن يكون بحجم كبير، لكنه تحذير واضح للأسر والشركات بأن هناك احتمالاً لارتفاع الفائدة وليس انخفاضها”.
ماذا يعني القرار للمستهلكين؟
- القروض العقارية: استمرار الفائدة عند 2.25 بالمائة يعني أن تكلفة الاقتراض ستظل مرتفعة، مما قد يؤثر على القدرة الشرائية للعائلات والشركات.
- أسعار السلع: ارتفاع التضخم وأسعار المواد الغذائية بنسبة 3.9 بالمائة يعكس استمرار الضغوط على المستهلكين.
- التوقعات المستقبلية: من غير المرجح أن تشهد السويد تخفيضات إضافية في سعر الفائدة قريباً، بل هناك تحذيرات من إمكانية زيادتها إذا استمر التضخم في الارتفاع.
ويترقب المستثمرون والمستهلكون أي إشارات من البنك المركزي حول خططه المستقبلية، في وقت تواجه فيه السويد تحديات اقتصادية عالمية ومحلية. ويبقى السؤال الأهم: هل ستضطر الأسر والشركات إلى التكيف مع أسعار فائدة مرتفعة لفترة أطول مما كان متوقعاً؟