SWED 24: تتزايد ظاهرة إنشاء رياض أطفال ضخمة في العديد من بلديات السويد، مع القدرة على استيعاب مئات الأطفال، وهو ما دفع مجموعة من أولياء الأمور في ستوكهولم إلى إطلاق حملة وطنية لإيقاف ما يصفونه بـ”رياض الأطفال العملاقة”، مشيرين إلى تداعيات سلبية على الأطفال والعاملين على حد سواء.
وأعربت ليزا دوريل، من سكان منطقة Bagarmossen عن قلقها البالغ إزاء هذا النموذج الجديد، حيث تقول: “عندما أترك طفلي في الروضة، لا أعرف أحيانًا من يتولى رعايته، وهم بدورهم لا يعرفون أسماء الأطفال. مع وجود أكثر من 100 طفل، يصبح من المستحيل أن يحفظ المربّون الأسماء”.
وتضيف ليزا أنها ترى أن هذا العدد الكبير يخلق بيئة غير شخصية وغير ملائمة لنمو الأطفال بشكل صحي.
حملة توثيق للمخاطر
بالتعاون مع بعض المربّين، جمعت ليزا وزملاؤها شهادات من أولياء أمور ومربّين من مختلف أنحاء السويد. تضمنت الشهادات نحو 60 حالة توضح التحديات والمشكلات التي تنشأ عن هذا النموذج، مثل افتقار الأطفال إلى التواصل الفردي والمشاكل التنظيمية التي تؤثر على جودة الرعاية.
في ستوكهولم، بات الاتجاه نحو إغلاق رياض الأطفال الصغيرة واستبدالها بأخرى كبيرة واضحة بشكل متزايد.
ومع ذلك، تعرب ليزا عن استيائها من غياب الدراسات العلمية التي تدعم هذا التوجه.
وتقول: “لا توجد أبحاث تُظهر أن هذه المؤسسات الكبيرة تخدم مصلحة الأطفال. لم يُؤخذ في الاعتبار احتياجاتهم أو آراء أولياء الأمور، وهو أمر مثير للقلق”.
بحث عن بديل
ليزا تسعى جاهدة للعثور على روضة أصغر وأكثر انسجامًا مع احتياجات طفلها.
وتضيف، قائلة: “لقد وضعنا طلبًا للانتقال إلى روضة أخرى، وهناك العديد من الأسر التي اختارت المغادرة بالفعل. القلق يسيطر على الكثيرين بشأن تأثير هذه البيئة على الأطفال”.
ويتطلع القائمون على الحملة إلى إثارة نقاش واسع حول نموذج رياض الأطفال العملاقة وتأثيره طويل المدى على الأطفال والمجتمع، مع تأكيد المشاركين على أهمية توفير بيئة تعليمية تراعي احتياجات كل طفل وتحقق توازنًا بين الجودة والكمية.