SWED 24: هل تُفضل اللون الأصفر؟ إذاً، قد تضطر إلى التعود عليه. فمع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الخريف، تفقد أوراق الأشجار ألوانها الزاهية، وتُهيمن عليها درجات اللون الأصفر.
يُشير عالم الغابات، أولا لانغفال، إلى ملاحظته لهذا التغيير هذا العام، مُضيفاً: “لقد لاحظت ذلك بنفسي أثناء تجوالي في دالارنا”.
تشير البيانات الأولية من برنامج كوبرنيكوس لمراقبة الأرض التابع للاتحاد الأوروبي إلى أن عام 2024 في طريقه ليصبح العام الأكثر حرارةً على الإطلاق، مُتجاوزاً الحد الأقصى المُتفق عليه في اتفاقية باريس للمناخ. كما سجلت هيئة الأرصاد الجوية السويدية درجات حرارة قياسية في الأسابيع الأخيرة في مُختلف أنحاء البلاد.
يُؤثر ارتفاع درجات الحرارة في فصل الخريف على أنماط الحياة البرية، وهي ظاهرة تُعرف باسم “الفينولوجيا”. فقد يمتد موسم القراد، وقد تُزهر الأشجار قبل أوانها، كما حدث في حدائق كونجسترادجوردن في ديسمبر 2020.
ومن أبرز التغييرات التي لوحظت في الأسابيع الأخيرة، تغير لون أوراق الأشجار. فقد غلب عليها هذا العام اللون الأصفر، مع غيابٍ واضح للونين الأحمر والبرتقالي.
وأوضح ديدريك فان هوينكر، عالم الأحياء في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، لقناة SVT السويدية، أن الألوان الزاهية ستصبح نادرةً في لوحة ألوان الخريف في المستقبل، مُعلقاً: “أجد الأمر مُحزناً”.
ويرجع سبب غياب اللونين الأحمر والبرتقالي إلى درجات الحرارة المُرتفعة، حيث تتكوّن هذه الألوان عادةً نتيجة ليالي الصقيع المُبكرة. ويُعتبر اللون الأحمر بمثابة واقٍ من الشمس، حيث يمتص الضوء ويُقلل من كمية الطاقة في الأوراق. يوجد هذا اللون في الأوراق خلال فصل الصيف أيضاً، لكن اللون الأخضر يُهيمن عليه.
وعلى الرغم من بقاء الأوراق على الأشجار لفترةٍ أطول هذا العام، مما ساهم في تعزيز اللون الأصفر، إلا أن توقيت فقدان الأوراق للونها الأخضر لم يتغير منذ 150 عاماً، وفقاً لإحصائيات جامعة العلوم الزراعية السويدية. ويُعزى ذلك إلى أن الأشجار تتأثر بطول النهار أكثر من تأثرها بدرجات الحرارة.
يُشير لانغفال إلى أن أنواع الأشجار المُختلفة تُظهر ألواناً مُختلفة، فالبتولا على سبيل المثال، لا تحتوي على أصباغ حمراء، وتتحول إلى اللون الأصفر فقط، بينما تحتوي أشجار القيقب والروان والحور الرجراج على نسبةٍ عاليةٍ من الصبغة الحمراء.
وعلى المدى الطويل، ستتكيف الطبيعة مع درجات الحرارة المُرتفعة، وستنتشر أنواعٌ جديدةٌ من الأشجار من المناطق الجنوبية، مثل عشبة الرجيد، التي تُزهر في سبتمبر وأكتوبر، ويُعتبر حبوب لقاحها من أكثر مُسببات الحساسية.
ويُعرب لانغفال عن قلقه بشأن تأثير ارتفاع درجات الحرارة على التوازن البيئي، مُتسائلاً: “ماذا سيحدث للطيور المُهاجرة التي تعتمد على يرقات الفراشات؟ إذا تشرنقت اليرقات قبل وصول الطيور، فلن تجد ما تتغذى عليه”. ويُضيف: “هناك العديد من الأمثلة على كيفية تأثير ارتفاع درجات الحرارة على الطبيعة”.
المصدر: Aftonbladet