تُعد بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو) واحدة من أهم البطولات في عالم كرة القدم. وشهدت على مدار تاريخها الذي يمتد لأكثر من ستة عقود العديد من اللحظات الخالدة التي بقيت محفورة في ذاكرة عشاق اللعبة. وفيما يلي، نستعرض 15 لحظة لا تُنسى في تاريخ البطولة:
إنجاز الاتحاد السوفيتي الوحيد
في عام 1960، تمكن المنتخب السوفيتي من تحقيق لقب أول بطولة كأس أمم أوروبا التي أقيمت في فرنسا. وذلك بقيادة حارس المرمى الأسطوري ليف ياشين، المعروف بلقب “العنكبوت الأسود”.
ولم يتمكن المنتخب السوفيتي أو المنتخبات التي خلفته بعد تفكك الاتحاد السوفيتي من تكرار هذا الإنجاز.
هدف مارسيلينو الحاسم
قبل فترة طويلة من إنجازات إسبانيا الحديثة، سجل مارسيلينو هدف الفوز للمنتخب الإسباني في مرمى الاتحاد السوفيتي خلال نهائي يورو 1964. وبهذا الهدف منح إسبانيا لقبها الأول.
جرت المباراة في العاصمة مدريد أمام 125 ألف مشجع بحضور الديكتاتور الإسباني فرانسيسكو فرانكو.
إيطاليا 1968: الحظ والجدل
حقق المنتخب الإيطالي لقبه الأوروبي الأول في يورو 1968 بفضل مزيج من الحظ والمهارة.
بعد التعادل السلبي مع الاتحاد السوفيتي في نصف النهائي، تأهلت إيطاليا إلى النهائي بالقرعة باستخدام عملة معدنية.
وفي النهائي، تعادلت إيطاليا مع يوغسلافيا (1-1) لتعاد المباراة وتفوز إيطاليا في الإعادة (2-0).
ألمانيا الغربية تكتسح ويمبلي
في يورو 1972، تفوق المنتخب الألماني بقيادة فرانز بيكنباور على إنجلترا في ويمبلي بنتيجة (3-1) في ربع النهائي.
ثم هزم بلجيكا في نصف النهائي والاتحاد السوفيتي في النهائي ليحقق اللقب.
ركلة الترجيح الحاسمة لأنتونين بانينكا
في نهائي يورو 1976، لجأ أنتونين بانينكا إلى تسديدة مبتكرة في ركلات الترجيح ضد ألمانيا الغربية. حيث سدد الكرة بنعومة في وسط المرمى، مانحًا تشيكوسلوفاكيا اللقب في واحدة من أكثر اللحظات شهرة في تاريخ البطولة.
ومنذ تلك اللحظة قلد العديد من اللاعبين بانينكا في تنفيذ هذه الركلة.
هورست هروبيش يحسم لقب 1980
شهدت يورو 1980 في إيطاليا زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى ثمانية، وأقيم الدور الأول من البطولة بنظام المجموعات.
وتمكن المنتخب الألماني من الفوز باللقب بفضل هدفين من المهاجم هورست هروبيش في النهائي ضد بلجيكا، لتنتهي المباراة بنتيجة (2-1).
ميشيل بلاتيني ويورو 1984
في يورو 1984 التي أقيمت في فرنسا، تألق ميشيل بلاتيني بشكل لافت، مسجلاً تسعة أهداف وقاد المنتخب الفرنسي إلى الفوز باللقب.
كان بلاتيني المحرك الأساسي للفريق الذي ضم أيضًا لاعبين بارزين مثل ألان جيريس وجان تيجانا ولويس فيرنانديز.
هدف ماركو فان باستن الأيقوني
في نهائي يورو 1988، سجل الهولندي ماركو فان باستن هدفًا لا يُنسى من زاوية ضيقة ضد الاتحاد السوفيتي، ليمنح هولندا لقبها الأول والوحيد في البطولات الكبرى.
مفاجأة الدنمارك في يورو 1992
قبل بدء يورو 1992 بأيام، استُدعي المنتخب الدنماركي ليحل محل يوغسلافيا المستبعدة بسبب الحروب.
بقيادة برايان لاودروب والحارس بيتر شمايكل، تمكنت الدنمارك من الفوز بالبطولة، متغلبة على فرنسا، إنجلترا، هولندا وألمانيا في النهائي.
الأهداف الذهبية في 1996 و2000
كان الهدف الذهبي عاملًا حاسمًا في تحديد الفائز بالبطولة مرتين متتاليتين.
في يورو 1996، سجل أوليفر بيرهوف الهدف الذهبي ليمنح ألمانيا اللقب على حساب التشيك.
وفي يورو 2000، سجل ديفيد تريزيجيه الهدف الذهبي ليمنح فرنسا الفوز على إيطاليا.
فوز اليونان المفاجئ في يورو 2004
تمكنت اليونان من الفوز ببطولة يورو 2004 في البرتغال عبر أسلوب دفاعي محكم واستغلال الفرص القليلة المتاحة. حيث تغلبت على إسبانيا، فرنسا، التشيك، والبرتغال (مرتين) لتفوز باللقب في مفاجأة مدوية.
مولد أسلوب التيكي تاكا الإسباني في 2008
في يورو 2008، قدم المنتخب الإسباني أسلوب “تيكي تاكا” الذي يعتمد على التمريرات القصيرة والاستحواذ، وتمكن من الفوز بالبطولة بعد التغلب على ألمانيا في النهائي بهدف من فيرناندو توريس.
رباعية إسبانية في يورو 2012
واصل المنتخب الإسباني تألقه في يورو 2012، حيث سحق إيطاليا في النهائي بنتيجة (4-0) ليحقق ثالث ألقابه الأوروبية ويكمل ثلاثية تاريخية بدأت بيورو 2008 وتواصلت مع كأس العالم 2010.
البرتغال تحقق لقبها الأول في يورو 2016
في يورو 2016 بفرنسا، وعلى الرغم من إصابة كريستيانو رونالدو وخروجه من المباراة النهائية، تمكن المنتخب البرتغالي من الفوز باللقب بهدف إيدر في الدقيقة 109 من الوقت الإضافي، ليحقق البرتغال أول ألقابه الكبرى.
إيطاليا تنهي انتظارًا دام 53 عامًا في يورو 2020
أقيمت يورو 2020 في 2021 بسبب جائحة كورونا، وانتشرت مبارياتها عبر 11 مدينة أوروبية.
قدم المنتخب الإيطالي أداءً قويًا منذ البداية، وتغلب على منتخبات كبرى مثل بلجيكا وإسبانيا قبل أن يواجه إنجلترا في النهائي على ملعب ويمبلي.
وبعد التعادل (1-1)، فازت إيطاليا بركلات الترجيح، محققة لقبها الأوروبي الثاني بعد انتظار دام 53 عامًا.
هذه اللحظات تشكل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ بطولة كأس الأمم الأوروبية، وتجسد الروح التنافسية والشغف الذي يجلبه هذا الحدث الكروي الكبير لمحبي كرة القدم حول العالم.