SWED24: في مشهد دبلوماسي غير مسبوق، أعلنت الصين، اليابان وكوريا الجنوبية عن اتفاق لتعزيز التعاون التجاري فيما بينها، في خطوة قد تعيد رسم خريطة الاقتصاد الآسيوي، وربما العالمي في ظل ما يوصف بأنه تفكك متزايد في النظام الاقتصادي الدولي.
الاتفاق تم التوصل إليه نهاية مارس خلال اجتماع ثلاثي في العاصمة الكورية الجنوبية سيول، في وقت يشهد العالم توترات تجارية متصاعدة، وعلى رأسها السياسات الحمائية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة على التجارة العالمية.
“رد مشترك على التحديات العالمية”
في بيان مشترك، شدد وزير الصناعة الكوري الجنوبي آن دوك-غون على أهمية الاتفاق، مشيراً إلى أن الدول الثلاث تسعى إلى تقديم إجابات مشتركة على التحديات الاقتصادية العالمية.
وجاء في البيان الرسمي للاجتماع: “الاقتصاد العالمي يعاني من تشرذم متزايد. علينا العمل معًا لتجاوز التقلبات وحماية مصالح شعوبنا”.
ويعكس هذا الاتفاق تحولاً ملحوظاً في العلاقات بين الدول الثلاث، التي تاريخياً جمعتها علاقات مشحونة وصراعات دامية، إلا أن ضرورات الاقتصاد المعولم وتغير موازين القوى تدفعها الآن نحو تحالف براغماتي.
تحالف قد يغيّر قواعد اللعبة
ترى هيلينا لوفغرين، رئيسة قسم في المركز الوطني للمعرفة حول الصين، أن هذا التعاون قد يكون نقطة تحول استراتيجية في الاقتصاد الآسيوي والعالمي.
وأوضحت لوفغرين، قائلة: “الاتحاد بين هذه القوى الثلاث قد يؤدي إلى سلاسل توريد أكثر كفاءة، توسّع في الأسواق، وتعاون تكنولوجي يُعزز من الابتكار ويقلل الاعتماد على الغرب”.
وتابعت:”هذا النوع من التعاون يُمكن أن يمنحهم مرونة أكبر لمواجهة الصدمات العالمية سواء كانت اقتصادية أو جيوسياسية.”
في مواجهة تكتلات الغرب والضغوط الأمريكية
الاتفاق يأتي في وقت يشهد فيه العالم عودة النزعة الحمائية، حيث فرضت الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب تعريفات جمركية عالية على الصين وعدد من الدول الأخرى، ما أدى إلى تقلبات واسعة في التجارة الدولية.
ويُثير الاتفاق الثلاثي تساؤلات حول ما إذا كانت آسيا بصدد إنشاء تكتل اقتصادي مضاد للغرب، خاصة مع تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة.
هل يتحقق التوازن الجديد؟
لا تزال الخطوات العملية لتنفيذ الاتفاق غير واضحة، لكن الخبراء يرون أن مجرد الاتفاق على خريطة طريق للتعاون بين هذه الدول ذات الثقل الصناعي والتكنولوجي الهائل، يُعد تطورًا مهمًا.
وفي حال نجح هذا التحالف في تعزيز التعاون الاقتصادي، فإنه قد يشكّل مضاداً طبيعياً لسياسات الانعزال الاقتصادي، ويدفع نحو نظام عالمي أكثر تنوعاً وتوازناً.