كنت في حالي مع أفكاري التي ارسلها كطير الحمام ولكن كنت اتمنى دائما ان يجد الحمام حكمته وطريقه وطرفته في الحياة.
ديكارت الكبير أرسى فيروس( انا افكر انا موجود )
لقد امتنعت عمدا عن التعليق أو أي مشاركة في اي حوار. لا اخفي ذالك ان بعض العبارات تضعني في حالة عدم واحيانا تستفز سكوتي … الفيسبوك سوف ينخر بسلبية البشر عاجلا أم آجلا.
صديقي العزيز الدكتور سعيد الجعفر Said ALJAFFAR قرر بعد أن قرأ الكتب ومما لا شك فيه قراءة بعمق وشغف .
“حذاري الانتماء حتى االى قطيع ملائكة “
كان ردي متسائل متواضع باحث عن الحقيقية . هذا كان ردي في حوار دافء:
عبر التاريخ كان الانتماء الفكري هو نوع من أنواع ممارسة العنف الذهني ضد المكون الآخر في الكون والطبيعة والمجتمع.
حتى الاعلان انا حر … يستفز الآخر وان كان الاعلان برئ من التهمة للآخر. .
الانتماء الجمعي او القطيع بكل مسمياته هو اختيار شخصي للمعني في البداية… والكثير يرتمي الى هذا القرار بطاقة كبيرة ولكن الاغلبية الساحقة لا تختار النتائج المترابطة من هذا الاختبار الذي يصبح مع الوقت مكبل لحرية الرأي والتعبير ويصبح الفكر القطيعي اشبه بقضبان سجن فكري اولا .
اي خروج عن طاعة الدوغما سيواجه بالالقاب.: متمرد مرتد منشق منحرف الضال
والحيد عن الدوغما الدينية نجد القاموس يذر علينا بالمصطلحات الأكثر سلبية على الإطلاق : الكافر الزنديق المغضوب عليه الضال الجاهل الساقط المشرك هلم جرا.
وفي كلا الحالتين الفكر الديني او الحزبي فهناك مصطلح عاش مع كل الأزمان مصطلح الخائن…. لان الخروج عن الدوغما هو ممارسة للخيانة في عقلية القطيع .
حتى عند السوفيت كان مصطلح خاين القائد والحزب والشعب والأكثر أهمية خاين المدرسة الفكرية التي سعت إلى صب الأسمنت الصلب في شقوق المخ والأعصاب.
ولكن لا ننسى أن الدوغما قد قدمت الراحة النفسية للاغلبية الكبري التي لا تعاني من لذة التخمين ولا عشق التساؤل ولا الغرام في التشكيك والبحث الصادق .
الدوغما كان واحة للقطيع الذي يجزم أبدا انه وصل اليقين وبلغ الحقيقة.
سيكولوجية القطيع كانت داءما مطلقة ولا تحتمل التعدد والنسبية ولذلك كان القطيع يتحطم على صخرة الواقع عاجلا أم آجلا لان فلسفته لا تحتمل المرونة والتاقلم.
حالفني الحظ ان ادرس واعمل في جامعات ممتازة جدا عالميا وعملت مع باحثين وعلماء رائعين ولكن صدقني حتى في مجال العلوم والتكنولوجيا هناك دوما دوغما خطيرة و صلبة وهذا الأمر يحصل دوريا في كل المعاهد والجامعات للاسف.
الدوغما سوف تعيش طويلا في العقل الانساني لانها من نتاج الدماغ و ما كان يقال ( انا افكر انا موجود ) اصبحت عبء على الإنسان المسير .
هنيئا لك واكل من وصل قناعة ” حذاري من الانتماء حتى إلى قطيع ملاءكة ” هكذا قرى سعيد الجعفر وانا احبه جدا هذا الرأي.
مع المودة والتقدير
د وميض السماوي