SWED 24: ذكرت صحيفة MITTI السويدية واسعة الانتشار في ستوكهولم، أن إدارة المدينة تواجه انتقادات حادة بسبب فترات الانتظار الطويلة التي يواجهها الأطفال للحصول على الدعم من الخدمات الاجتماعية، ( السوسيال) والتي قد تصل إلى 18 شهرًا. وأشارت هيئة التفتيش على الرعاية والخدمات الصحية (IVO) إلى وجود “نقص خطير” في تقديم الدعم المناسب في الوقت المناسب، مما يضع المدينة تحت تهديد دفع غرامات بسبب ما وصفته بـ “فترات الانتظار غير المقبولة”.
معروف ان أغلب الأطفال الذين ترعاهم دائرة الشؤون الإجتماعية السويدية هم الذين تم سحبهم من عائلاتهم الأصلية وذلك لضمان بيئة آمنة وسليمة لنمو الطفل، وهذه العملية تأتي بعد تحقيق طويل والتأكد من حاجة الطفل للأمان.
أيضا من المعروف أن السويد تقدم خدمات هائلة للأطفال وعائلاتهم، وهذا يتعارض مع حملة المعلومات المضللة التي تزعم ان السويد تخطف الأطفال خصوصا من العرب والمسلمين، وهي مزاعم كاذبة.
ووفقًا لتقرير صادر عن IVO، خلال عام 2024 تم تسجيل 117 حالة دعم للأطفال في ستوكهولم لم يتم تنفيذها في غضون ثلاثة أشهر. في بعض الحالات، امتدت فترات الانتظار إلى أكثر من عام، حيث أظهرت الإحصائيات أن أطول فترة انتظار بلغت 18 شهرًا في تشرين الأول/ أكتوبر 2024.
كما أوضح التقرير أن 19 حالة لم تُنفذ قرارات الدعم الخاصة بها، بينما تم إنهاء 10 حالات فقط بعد فترات انتظار تراوحت بين 7 إلى 17 شهرًا.
صعوبة العثور على عائلات داعمة
تعزو إدارة الشؤون الاجتماعية في المدينة جزءًا كبيرًا من التأخير إلى الصعوبات في العثور على عائلات أو أفراد مؤهلين لتقديم الدعم. وقالت أنيت كارلسون، مديرة الاتصالات في الإدارة: “ليس بالضرورة أن يكون الطفل بدون دعم طوال هذه الفترة، ولكن هناك صعوبة كبيرة في العثور على عائلات مناسبة.”
وحذرت IVO من أن فترات الانتظار الطويلة قد تؤدي إلى تفاقم مشاكل الأطفال، مما يجعل من الصعب عليهم الاستفادة من الدعم عندما يتوفر. وقال دانييل ليلجا، رئيس قسم في IVO: “هذه مشكلة خطيرة للغاية بالنسبة للأطفال الذين يعيشون بالفعل في ظروف صعبة.”
وأشار التقرير إلى أن الوضع لم يتحسن خلال السنوات الخمس الماضية، مما يزيد من تعقيد المشكلة ويثير تساؤلات حول كفاءة إدارة الخدمات الاجتماعية في ستوكهولم.
غرامات محتملة
وذكرت IVO أن الأسباب الرئيسية وراء فترات الانتظار الطويلة تتعلق بمشكلات تنظيمية داخل البلديات نفسها، مثل نقص الموظفين وصعوبة التوظيف وارتفاع معدلات دوران العمالة أو الإجازات الطويلة بسبب المرض. كما أشارت إلى وجود نقص في الأماكن المتاحة للإقامة والدعم، مما يؤدي إلى تراكم الطلبات.
وتقدمت IVO بطلب إلى المحكمة الإدارية لفرض غرامات مالية على البلديات التي تعاني من فترات انتظار طويلة، بما في ذلك بلدية ستوكهولم.
يواجه الأطفال الذين يحتاجون إلى الدعم في ستوكهولم تحديات مزدوجة تتمثل في التأخير والتأثير السلبي على حياتهم. ومع استمرار نقص الموارد البشرية والمشكلات التنظيمية، يبدو أن المدينة بحاجة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتحسين خدماتها وتوفير الدعم في الوقت المناسب للأطفال المحتاجين.