SWED 24: كشفت مصادر مطلعة من داخل شركة في بودن، Boden في الشمال السويدي عن تعليمات صريحة كانت تُوجه إلى الموظفين بعدم الإفصاح عن أي نشاط مرتبط بتعدين العملات المشفرة.
ظاهريًا، كانت الشركات تُدار كمركز بيانات تقليدي يقدم خدمات للعملاء، بينما في الخفاء كانت تُمارس عمليات غير قانونية، مما أدى إلى مطالبات ضريبية ضخمة تصل إلى مليار كرونة سويدية.
تعليمات داخلية: “لا تذكروا تعدين العملات المشفرة”
ومنذ البداية، تم توجيه الموظفين بالقول: “إذا سُئلتم، قولوا إنها مراكز بيانات عادية”. هذا ما أكدته على الأقل مصادر داخلية بعدما بدأت السلطات السويدية تحقيقًا في أنشطة بعض هذه الشركات، التي تتهرب من الضرائب وتخفي أنشطتها الحقيقية المرتبطة بتعدين العملات الرقمية.
وكشفت مصادر عن عمليات سرية لنقل معدات تعدين باهظة الثمن من ممتلكات شركة مفلسة إلى بودن في ساعات الليل، قبيل وصول المصفين بيوم واحد. وقد أكد أحد الموظفين السابقين، الذي قرر التعاون مع السلطات، أن هذه المعدات نُقلت وأُعيد تركيبها بسرية تامة في بودين، وهو ما وصفه بعملية احتيال كبرى.
تهديدات بالفصل والإسكات
الإبلاغ عن هذه الأنشطة لم يكن بالأمر السهل، حيث تعرض الموظفون الذين حاولوا كشف المستور للتهديدات بالفصل غير القانوني.
وأفاد أحد الموظفين السابقين، الذي قدم أدلة للسلطات، بأن الإدارة هددته بعدما اشتبهت بأنه يعلم أكثر مما ينبغي، مما زاد من الضغوط النفسية عليه. ورغم ذلك، تمسك الموظف بموقفه وأكد على ضرورة تعزيز حماية المبلغين عن الفساد لمنع تكرار مثل هذه الحالات.
وأضاف: “الإبلاغ عن الشركات المنتهكة للقوانين يشبه تقديم شكوى للجاني نفسه. يجب تعزيز الحماية القانونية للمبلغين حتى لا يتكرر مثل هذا الظلم، ولتشجيع المزيد على كشف الأنشطة غير القانونية”.