SWED24: يشهد المشهد السياسي الدولي تحولاً غير مسبوق بعد تصريحات الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب، والتي أثارت قلقاً واسعاً في العواصم الأوروبية، وسط تقارير عن مفاوضات مرتقبة بين واشنطن وموسكو في السعودية.
يصف الخبراء التطورات الأخيرة بأنها انتصار استراتيجي لموسكو، حيث يرى أوسكار يوناسون، الخبير في الحرب الروسية، أن روسيا تستغل الانقسامات الغربية لمصلحتها، قائلًا: “الكرملين سعيد جداً بالانقسام بين الولايات المتحدة وأوروبا. من وجهة نظر بوتين، هذا الوضع أشبه بعيد الميلاد المبكر”.
استفاقت أوروبا هذا الأسبوع على تداعيات غير متوقعة بعد مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث اجتمع زعماء العالم لمناقشة الأمن العالمي، ولكن ما تصدر المشهد كان التحولات الجذرية في الموقف الأمريكي.
أبرز ما أعلنته واشنطن خلال المؤتمر:
- إعادة تقييم دور القوات الأمريكية في أوروبا، ما يعني أن وجودها العسكري لم يعد مضموناً.
- التأكيد على أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو ليس ضمن الأولويات الأمريكية.
- بدء حوار مباشر بين ترامب وبوتين، مع استبعاد أوروبا وأوكرانيا من المرحلة الأولية للمفاوضات.
تصف وسائل الإعلام والخبراء هذه التغيرات بأنها لحظة مفصلية في العلاقات الدولية. ويقول الصحفي المختص بالشؤون الأوروبية يلفا نيلسون: “ما حدث خلال أيام قليلة فقط هو تحول دراماتيكي. انتقلنا من موقف مستقر مع حليف عسكري رئيسي إلى واقع جديد حيث أصبح دعم واشنطن غير مضمون”.
ماكرون يدعو إلى قمة طارئة لمواجهة الأزمة
رداً على التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة سترسل وفدًا رسميًا للقاء مسؤولين روس في السعودية، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى اجتماع أزمة في باريس، بمشاركة زعماء سبع دول أوروبية.
الغريب أن السويد لم تتم دعوتها رسميًا للمشاركة، رغم تأثيرها المتزايد في الملف الأوكراني، حيث تم تمثيلها عبر الدنمارك.
الهدف الرئيسي للاجتماع: مناقشة المفاوضات الأمريكية-الروسية حول أوكرانيا، والتي يبدو أن أوروبا مستبعدة منها بشكل متعمد.
“نصر دبلوماسي لموسكو”: كيف تستفيد روسيا من الانقسام الغربي؟
يرى العديد من الخبراء أن موسكو هي الفائز الأكبر من هذه الانقسامات. يوضح أوسكار يوناسون:
“روسيا لديها دبلوماسيون متمرسون، بينما يبدو أن الوفد الأمريكي يتكون من مبتدئين. من وجهة نظر الكرملين، هذا الوضع مثالي تمامًا.”
لكن بعض المحللين يعتقدون أن هذه التصريحات قد تكون جزءاً من استراتيجية أمريكية تُعرف بـ”إغراق الساحة” (Flood the Zone)، والتي تهدف إلى إرباك الحلفاء والخصوم عبر إطلاق رسائل متناقضة ومتنافرة.
يقول ألبين آرونسون، المحلل في السياسة الأمنية: “يجب أن نراقب الأفعال وليس التصريحات. الأمريكيون لم يقولوا شيئًا غير متوقع، ولكن علينا أن ننتظر لنرى كيف سيتصرفون.”
كما يعتقد أن هذه المفاوضات قد تكون مجرد لعبة سياسية كبرى، حيث تسعى واشنطن إلى تقليل عدد الأطراف المتدخلة لتسهيل التوصل إلى اتفاق.
مع استمرار الغموض حول المفاوضات بين واشنطن وموسكو، تعيش أوروبا حالة من عدم اليقين السياسي والعسكري. وبينما تحاول العواصم الأوروبية إعادة ترتيب أولوياتها، تستعد موسكو وواشنطن لمفاوضات قد تعيد رسم مستقبل الصراع في أوكرانيا والعلاقات الدولية برمتها.